زبدة القول

في ضيافة الملالي

| د. بثينة خليفة قاسم

في السابعة من مساء يوم السبت الماضي ١١ مايو حطت الطائرة الأميرية من طراز ايرباص في طهران، وتم رصدها من قبل هيئة الإذاعة البريطانية خلال زيارة سرية قام بها تنظيم الحمدين إلى حلفائه الملالي للوقوف إلى جوارهم في المحنة الحالية التي يمرون بها في صراعهم مع الولايات المتحدة الأميركية.

فلماذا زار تنظيم الحمدين طهران في هذا التوقيت الذي توشك فيه النار أن تشتعل وأن يصل الصراع بين الولايات المتحدة وإيران إلى حافة الهاوية بعد أن أصبحت المنطقة أشبه ببرميل بارود؟ هل يحاول أن يلعب دور الوساطة بين الدولتين أم أن هذا فوق قدراته ودوره على خريطة العالم؟ صحيح أنه هو وأسلافه من قبله صنعوا علاقات صداقة مع كل المتناقضات ومع كل المتصارعين في العالم، فهو يقدم خدماته لإسرائيل وفي نفس الوقت يقدم الدعم المادي والإعلامي لحركة حماس، وهو يقيم العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة ويقيم علاقات متينة مع ملالي إيران ويستعين بهم على بني جلدته من العرب! وهو يصادق تركيا إلى جانب إيران.

الكل يستخدمه والكل يسحب من تل المال الذي يأتمنه عليه شعبه، لكن كل هذا لا يعني أنه يستطيع في هذا التوقيت أن يلعب أي دور في هذا الملف سوى دور ساعي البريد الذي ينقل رسائل بين الطرفين المتصارعين. تنظيم الحمدين يريد أن يمر سالما من تلك المهلكة المنتظرة، خصوصا أن لديه قاعدتين أميركيتين يمكن لإيران توجيه ضربات لهما، لكن المسألة ليست مضمونة على الإطلاق.

لا شيء مضمون على الإطلاق في الخليج إذا اشتعلت النيران.