لمحات

قبل أن يعلو الأذان

| د.علي الصايغ

مع‭ ‬تقديري‭ ‬الشديد‭ ‬للجهود‭ ‬المبذولة،‭ ‬والنوايا‭ ‬الحسنة‭ ‬الجلية،‭ ‬والرغبات‭ ‬الصادقة‭ ‬في‭ ‬فعل‭ ‬الخير،‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬للمحتاجين،‭ ‬وابتكار‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يهب‭ ‬الأجر‭ ‬والثواب،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬الخير،‭ ‬شهر‭ ‬المغفرة،‭ ‬شهر‭ ‬الكرم،‭ ‬شهر‭ ‬يضاعف‭ ‬فيه‭ ‬الثواب،‭ ‬وتزداد‭ ‬فيه‭ ‬الخيرات،‭ ‬وتعم‭ ‬البركات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تقديم‭ ‬الفطور‭ ‬للصائمين‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬عند‭ ‬إشارات‭ ‬المرور،‭ ‬طريقة‭ ‬لها‭ ‬مآخذ‭ ‬عديدة‭ ‬يجب‭ ‬الوقوف‭ ‬عندها‭ ‬والتمعن‭ ‬فيها؛‭ ‬ففي‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر،‭ ‬رغم‭ ‬التنسيق‭ ‬المفترض‭ ‬مع‭ ‬الإدارات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬تراد‭ ‬به‭ ‬خدمة‭ ‬الناس‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الأجر‭ ‬والثواب،‭ ‬قد‭ ‬يعرض‭ ‬القائمين‭ ‬عليه‭ ‬للخطر‭ ‬المروري،‭ ‬وقد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الازدحام‭ ‬في‭ ‬أحايين،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬قليلة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مرتادي‭ ‬الطريق‭ ‬ممن‭ ‬يستقلون‭ ‬سياراتهم‭ ‬في‭ ‬طريقهم‭ ‬إلى‭ ‬مقاصدهم‭ ‬ليسوا‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تستهدف‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬الفطور،‭ ‬وإن‭ ‬افترضنا‭ ‬اتصافه‭ ‬بالبساطة،‭ ‬فالأولى‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬أبواب‭ ‬سكن‭ ‬الفقراء‭ ‬والمحتاجين،‭ ‬وتقديم‭ ‬الفطور‭ ‬إليهم،‭ ‬لا‭ ‬استثمارها‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬نوافذ‭ ‬المارة‭ ‬بالسيارات‭.‬

لا‭ ‬خلاف‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬نقية‭ ‬بنقاء‭ ‬أصحابها،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬نوجه‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬لأشخاص‭ ‬أكثر‭ ‬حاجة،‭ ‬ولأجر‭ ‬أعظم،‭ ‬وألا‭ ‬تحول‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬إلى‭ ‬طريقة‭ ‬اعتيادية‭ ‬سنوية،‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬تشير،‭ ‬لا‭ ‬زماناً‭ ‬ولا‭ ‬مكاناً‭ ‬وهيئةً،‭ ‬حالته‭ ‬إلى‭ ‬العوز،‭ ‬وهو‭ ‬اقتراح‭ ‬أرجو‭ ‬أن‭ ‬يؤخذ‭ ‬برحابة‭ ‬صدر،‭ ‬والكل‭ ‬حر‭ ‬في‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬مناسبة‭ ‬لعمل‭ ‬الخير،‭ ‬فالاحترام‭ ‬لجميع‭ ‬الآراء،‭ ‬ولا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬المجموعات‭ ‬خطأ‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله،‭ ‬لكن‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أبوابا‭ ‬من‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬تطرق‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعلو‭ ‬الأذان‭!.‬