زبدة القول

جلالة الملك بالقاهرة

| د. بثينة خليفة قاسم

العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬المصرية‭ ‬تعد‭ ‬نموذجا‭ ‬للعلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬العميقة‭ ‬لأنها‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬سليمة‭ ‬واحترام‭ ‬متبادل‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬البلدين،‭ ‬وأهم‭ ‬ما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬المصرية‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تتأثر‭ ‬بأية‭ ‬تغيرات‭ ‬تحدث‭ ‬داخل‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬نعيش‭ ‬فيها،‭ ‬وزيارة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬

إلى‭ ‬مصر‭ ‬الشقيقة‭ ‬ولقاؤه‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اتفاقا‭ ‬تاما‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬كلها‭.‬

مصر‭ ‬الشقيقة‭ ‬تقدر‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬الرشيدة‭ ‬والبحرين‭ ‬تعرف‭ ‬فضل‭ ‬مصر‭ ‬الشقيقة‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬السر‭ ‬وراء‭ ‬الدفء‭ ‬الدائم‭ ‬الذي‭ ‬يلف‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والقيادتين‭.‬

وليس‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬مطلقا‭ ‬للمراهقة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لحالة‭ ‬الاحترام‭ ‬والاندماج‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬المصري‭ ‬والبحريني،‭ ‬لكن‭ ‬أيضا‭ ‬بسبب‭ ‬حكمة‭ ‬ورشد‭ ‬القيادات‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭.‬

ولقد‭ ‬تشابهت‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬بها‭ ‬البلدان‭ ‬الشقيقان‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬مضت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬رغم‭ ‬اختلاف‭ ‬الأسباب‭ ‬والتكتيكات‭ ‬واختلاف‭ ‬أطراف‭ ‬المؤامرة،‭ ‬لكن‭ ‬الله‭ ‬سلم‭ ‬وانتصر‭ ‬البلدان‭ ‬الشقيقان‭ ‬على‭ ‬كتائب‭ ‬الشر‭ ‬التي‭ ‬أرادت‭ ‬نشر‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭. ‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬استطاع‭ ‬بحكمته‭ ‬وثباته‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬سفينة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬وأثبت‭ ‬للعالم‭ ‬والشعب‭ ‬البحريني‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬الملك‭ ‬الأب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفرق‭ ‬بين‭ ‬أبنائه‭ ‬ويمنع‭ ‬كل‭ ‬أسباب‭ ‬الشقاق‭ ‬والفتنة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصيبهم‭.‬

وفخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬الكلمة،‭ ‬فقد‭ ‬تحمل‭ ‬هو‭ ‬وجيش‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يتحمله‭ ‬غيره‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬حفظ‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬رغم‭ ‬كم‭ ‬الحرائق‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حدود‭ ‬مصر،‭ ‬فهناك‭ ‬حرائق‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬وحرائق‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬لإشعال‭ ‬حرائق‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يمضي‭ ‬الرجل‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬بجسارة‭ ‬وقوة‭ ‬فيعطي‭ ‬الأمل‭ ‬للجميع‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬ستبقى‭ ‬سندا‭ ‬وعمقا‭ ‬لأمتها‭ ‬العربية‭. ‬إنني‭ ‬أشعر‭ ‬بالسعادة‭ ‬والفخر‭ ‬والاطمئنان‭ ‬لهذه‭ ‬المودة‭ ‬العميقة‭ ‬والحفاوة‭ ‬المتبادلة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يخطؤها‭ ‬أحد‭ ‬بين‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وفخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬ومصر‭ ‬كانت‭ ‬وستبقى‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬عمقا‭ ‬وسندا‭ ‬لشقيقاتها‭ ‬العربيات‭ ‬رغم‭ ‬أنف‭ ‬الكارهين‭ ‬الذين‭ ‬يطعنون‭ ‬الأمة‭ ‬في‭ ‬ظهرها‭.‬