سوالف

العضو البلدي غير المثمر في الحياة

| أسامة الماجد

اكتشفت بالخبرة والتجربة أن هناك أعضاء بلديين يحشدون كل الطاقات لتعزيز قاعدتهم الإنتاجية ويعملون طوال الوقت دون كلل أو ملل وفي ظروف قاسية ويتمتعون بيقظة ويسيرون نحو أهدافهم وحين تخاطبهم وتطلب منهم أي شيء تسمع منهم “تم” حتى لو كنت في غير دائرتهم، لأنهم يعملون بإخلاص وذمة وضمير ويعرفون أصول وأبجديات العمل البلدي وحمل أمانة شرف خدمة المواطن بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بينما هناك أعضاء بلديون تفننوا في تضليل المواطن وقت الانتخابات ولا يجيدون أو بالأحرى “جهلاء “ في متابعة احتياجات الناس ودائما يعلقون تخبطهم وتقصيرهم على شماعة الميزانية، ونادرا ما تشاهدهم في الشارع وفي احتكاك مباشر مع المواطنين، وكأنهم ينتظرون التقارير المكتوبة من فريق العمل. بالخبرة والتجربة اكتشفت ولامست على أرض الواقع أن هناك أعضاء بلديين يهتمون بالمنطقة المحيطة بمنازلهم فقط، حيث الاهتمام بالرصف والتزيين والتشجير والتبليط والنظافة، بينما المناطق البعيدة عن منازلهم تكون أشد تراجعا ومهملة، فالعمل قرب المنزل يتضاعف ثلاث مرات ويتلاشى مصطلح عجز الميزانية، أما أمام بيوت الناس والمجمعات البعيدة فألحان الإهمال والتطنيش تعزف بعذوبة، أحد الأصدقاء الأعزاء أخبرني أن العضو البلدي التابع لدائرتهم يكون في حالة تعبئة شاملة حين يتعلق الأمر بالحي الذي يقطن فيه، خبراء وتجهيز معدات وكوادر تنظيف... إلخ، بينما لا يلتفت إلى احتياجات ومتطلبات بقية الأحياء بالمعنى الواسع لهذه الكلمة، ويزداد ضباب البعد والإهمال حينما يقوم هذا العضو بنشر مقاطع فيديو عبر حسابه في “الإنستغرام” للعمال وهم يشتغلون ليكتب للناس بالورق الأصفر “جوفوني قاعد اشتغل لكم”، ومن يدقق في الفيديو المنشور سيلاحظ بذهول أن العمل “شدان” أمام منزله فقط. لقد أصبح العمل البلدي مثل التيارات والمذاهب والاتجاهات، ونلاحظ أن أفكار كل مدرسة موجودة، والدائرة المحظوظة هي التي ستحظى بالعضو البلدي الذي سيحمل أمانة شرف خدمة المواطن، والدائرة التي ستعيش لوعة الإهمال سيكون فارسها العضو البلدي غير المثمر في الحياة، وهم الأكثرية.