360 درجة

التحول الرقمي... فرص غير مستغلة

| أيمن همام

ما تشهده البحرين في الآونة الأخيرة من تحول رقمي في أكثر من مؤسسة عامة يعد تطورا إيجابيا يؤهل جميع القطاعات العاملة في المملكة لمواكبة المتغيرات المتسارعة التي تفرضها العولمة في القرن الواحد والعشرين. في مطلع الشهر الجاري أعلنت الإدارة العامة للمرور اقتصار تسجيل المركبات وتجديد رخص السياقة على القنوات الإلكترونية، ودشن رئيس جهاز المساحة والتسجيل العقاري الشيخ سلمان بن عبدالله آل خليفة نظاما إلكترونيا جديدا للتسجيل العقاري. هذه الخطوات الموفقة والمتوافقة مع الإستراتيجية الوطنية للحكومة الإلكترونية توفر الجهد والوقت والمال، وتشجع لمزيد من التحول الرقمي في الجهات الحكومية والخاصة، لكنها في الوقت ذاته تجلب تحديا في المستقبل المنظور يتعلق بتوفير كوادر بحرينية مؤهلة لإدارة وتنفيذ موجات التحول المقبلة. منصات الخدمات الإلكترونية التي تقلص فترات الانتظار على المراجعين، تقلص في الوقت ذاته الوظائف المكتبية وتفتح آفاقا واسعة أمام المتخصصين في تقنية المعلومات، الأمر الذي يستدعي العمل من الآن على إعداد وتأهيل أعداد كافية من الشباب البحريني القادر على المنافسة والتفوق في هذا المجال. كثير من المؤسسات البحرينية تلجأ إلى الحلول البرمجية والتقنية التي تقدمها شركات من خارج المملكة، إذ أحسنت تلك الشركات استغلال العولمة لتقديم خدماتها في عالم من دون حواجز ولا حدود. حكومة البحرين أدركت في الوقت المناسب أن التحول الرقمي أصبح أمرا واقعا وضرورة حتمية تفرضها متطلبات العصر، وأنشأت قطاعا معنيا بهذا التحول يندرج ضمن الهيكل التنظيمي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، لكن الفرص التي يتيحها هذا التحول في ظل العولمة لم يستغلها القطاع الخاص في المملكة على النحو المطلوب حتى الآن.