زبدة القول

تكريم شعبان عبدالرحيم...

| د. بثينة خليفة قاسم

شعبان عبدالرحيم مغن شعبي مصري من نوعية المغنين الذين يغنون في الأفراح بأغان ارتجالية ويستخدمون مفردات وتعابير تضحك الجمهور وتخلق حالة من الصخب لإحياء العرس مع نوع من الحركة أو الرقص الذي يتناسب مع هكذا مناسبات. وكلمة “هييييه” هي الكلمة التي يختم بها شعبان كل مقطوعة يغنيها خصوصا أن الأغاني التي يغنيها شعبان لا توجد بها إيقاعات أو موسيقى معينة، وأحيانا يبدو وكأنه يقرأ في جريدة وبالتالي يختم بـ “هييييه” لكي يخلق نوعا من الصخب والحركة والرقص داخل المكان. ومن بين المئات ممن يغنون في الأفراح في الأحياء الشعبية في القاهرة وفي غيرها من مدن مصر، اشتهر شعبان عبدالرحيم وحده وعرفه العالم العربي على الأقل، ليس لموهبة فذة لكن ربما نتيجة للتفاعل بين حالته الفريدة وبين المزاج الساخر لبعض الذين يستطيعون تحقيق الشهرة والذيوع لمن يريدون، وكان تناول شعبان قضايا وشخصيات سياسية في أغانيه سببا آخر لشهرته. وكانت أغنيته “باحب عمرو موسى... وبكره إسرائيل” بداية أغنياته التي نالت الذيوع والشهرة، عندما كان السيد عمرو موسى وزيرا للخارجية في مصر، وجاءت بعدها أغنيات أخرى كأغنية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجاء على لسان الفنان الكبير عادل إمام في فيلم السفارة في العمارة مقطع من أغنيته “أنا بكره إسرائيل... وبقولها لو اتسأل... وإن شا الله أموت قتيل أو أخش المعتقل”. ومضى قطار شعبان عبدالرحيم وأصبح أمرا واقعا يحوطه نوع من السخرية والتهكم من الكثيرين ورآه البعض مؤشرا على حالة الإسفاف والانهيار التي أصابت الفن واتخذه البعض وسيلة للتهكم على الفن وامتدت الحالة الشعبانية أو الشعبانيزم لتصبح وصفا لكل حالات الضعف والخروج عن المألوف في مجالات أخرى غير الفن. لكن الجديد الذي خلق حالة من الجدل في مصر وصلت إلى مجلس النواب هو أن جامعة بنها قامت بتكريم شعبان عبدالرحيم ومنحته درع كلية الطب بالجامعة تقديرا له على.... لا أدرى تقديرا على ماذا؟ فالرجل ليس طبيبا وليس باحثا وليست له علاقة بكلية الطب! ربما لو كان قد تم تكريمه في نقابة الموسيقيين أو في أي مكان له صلة بالفن أو الغناء لكان من الممكن أن تمر المسألة دون جدل، لكن التكريم من قبل كلية الطب فهذا يدعو إلى الدهشة... “وهييييه”!.