فجر جديد

شطحات البلديين

| إبراهيم النهام

قرأت‭ ‬أمس‭ ‬خبرًا‭ ‬مفاده‭ ‬نية‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬الشمالية‭ ‬المطالبة‭ ‬بمنحهم‭ ‬“حصانة”‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬النواب،‭ ‬مبررين‭ ‬الأمر‭ ‬بأنهم‭ ‬منتخبون‭ ‬مثلهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشعب‭.‬

‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭ ‬المستفز،‭ ‬والمنفصل‭ ‬عن‭ ‬الواقع،‭ ‬هو‭ ‬تكرارٌ‭ ‬ممُلٌّ‭ ‬ومُحبطٌ‭ ‬للناس‭ ‬من‭ ‬الشطحات‭ ‬التي‭ ‬يخرج‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬البلديين‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬بمطالب‭ ‬تهدف‭ ‬لتحقيق‭ ‬أقصى‭ ‬حدٍّ‭ ‬من‭ ‬النفعية‭ ‬الخاصة‭ ‬والشخصية‭ ‬لهم،‭ ‬أولها‭ ‬الحصانة‭ ‬وزيادة‭ ‬الرواتب‭. ‬

‭ ‬ويستمر‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬البعيد‭ ‬عن‭ ‬أولويات‭ ‬المواطن،‭ ‬بوقت‭ ‬يعاني‭ ‬به‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬التهميش‭ ‬الواضح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسئولين‭ ‬بوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬والبلديات‭ ‬وشئون‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬وهو‭ ‬تهميش‭ ‬وصل‭ ‬للرفض‭ ‬بالاجتماع‭ ‬بهم،‭ ‬أو‭ ‬بالرد‭ ‬على‭ ‬مقترحاتهم،‭ ‬ومخاطباتهم‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬يعاني‭  ‬البلديون‭ ‬من‭ ‬تعثر‭ ‬العديد‭ ‬المشاريع‭ ‬الخدمية‭ ‬والبلدية،‭ ‬بسبب‭ ‬انتزاع‭ ‬أهم‭ ‬صلاحياتهم‭ ‬السابقة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جمّد‭ ‬تحركاتهم،‭ ‬وحوّلهم‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬للمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬إلى‭ ‬موظفين‭ ‬عاديين،‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭.‬

‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المؤذي‭ ‬والمُعطّل‭ ‬لحياة‭ ‬الناس،‭ ‬لم‭ ‬ينظر‭ ‬له‭ ‬أصحاب‭ ‬الاقتراح‭ ‬بنيل‭ ‬الحصانة،‭ ‬ولم‭ ‬ينظُر‭ ‬له‭ ‬زملاؤهم‭ ‬السابقون‭ ‬ممن‭ ‬طالبوا‭ ‬ببدلات‭ ‬مالية‭ ‬جديدة،‭ ‬وبرفع‭ ‬سقف‭ ‬الرواتب،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تعاني‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬مالية‭ ‬طاحنة،‭ ‬ودين‭ ‬عام‭ ‬هائل،‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬مثيل‭.‬

وأذكّر‭ ‬الأخوة‭ ‬البلديين‭ ‬أصحاب‭ ‬اقتراح‭ ‬الحصانة،‭ ‬بأن‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬انتخبهم،‭ ‬حين‭ ‬وقف‭ ‬في‭ ‬الطوابير‭ ‬الطويلة‭ ‬أمام‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع،‭ ‬ومنحهم‭ ‬الثقة‭ ‬الغالية‭ ‬ليكونوا‭ ‬ممثلين‭ ‬عنه،‭ ‬إنما‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬لكي‭ ‬يخدموه،‭ ‬ويقدموا‭ ‬له‭ ‬تغييرًا‭ ‬أفضل،‭ ‬وليس‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬شماعة‭ ‬لهم،‭ ‬ولنواياهم‭ ‬الشخصية‭.‬