أكبر المعاني في زيارة سمو الأمير خليفة بن سلمان للسيد الغريفي

| عادل عيسى المرزوق

لعل‭ ‬تباشير‭ ‬الزيارة‭ ‬المباركة‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬سماحة‭ ‬العلامة‭ ‬السيد‭ ‬عبدالله‭ ‬الغريفي‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مايو،‭ ‬ومن‭ ‬أعطر‭ ‬شذاها،‭ ‬أنها‭ ‬دخلت‭ ‬بيوت‭ ‬كل‭ ‬البحرينيين،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬حديث‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جهاتها،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري،‭ ‬وكوني‭ ‬تشرفت‭ ‬بحضور‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬المعطر‭ ‬بالطيب‭ ‬البحريني،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬معنى‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المعاني‭ ‬صاغه‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المراحل،‭ ‬ومن‭ ‬جذور‭ ‬وأسس‭ ‬وعراقة‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬ومن‭ ‬ركائز‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الحاكم‭ ‬والمحكوم،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الوقوف‭ ‬صفًا‭ ‬واحدًا،‭ ‬حكامًا‭ ‬ومحكومين،‭ ‬لصد‭ ‬كل‭ ‬محاولة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إثارة‭ ‬الفرقة‭ ‬والانقسام،‭ ‬ومنع‭ ‬كل‭ ‬المهددات‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬قوة‭ ‬النسيج‭ ‬الوطني‭ ‬البحريني‭. ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة،‭ ‬ليست‭ ‬إلا‭ ‬صورة‭ ‬لم‭ ‬ينقطع‭ ‬مسيرها‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬الرشيدة‭ ‬وشخصيات‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬والوجهاء‭ ‬وعامة‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬مجالسهم‭ ‬ولقاءاتهم،‭ ‬لكنها‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬تكتسب‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬توجه‭ ‬وطني‭ ‬منتظر‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬لطي‭ ‬صفحات‭ ‬الماضي‭ ‬وتجاوز‭ ‬أية‭ ‬عقبات‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬بناء‭ ‬جديدة‭ ‬وانطلاقة‭ ‬مباركة‭ ‬بمشاركة‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬والأساس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬شرفنا‭ ‬به‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بالتعبير‭ ‬عن‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بما‭ ‬يجمع‭ ‬“شعب‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬الأخوة‭ ‬والتماسك‭ ‬والوحدة”،‭ ‬والتي‭ ‬وصفها‭ ‬“خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان”‭ ‬بأنها‭ ‬السياج‭ ‬الذي‭ ‬يحمي‭ ‬نسيج‭ ‬المجتمع‭ ‬ويعزز‭ ‬الجهود‭ ‬المشتركة‭ ‬لبناء‭ ‬الوطن‭ ‬ونمائه‭. ‬هناك‭ ‬قيم‭ ‬جامعة‭ ‬تربط‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬وهناك‭ ‬الإرادة‭ ‬في‭ ‬حمل‭ ‬أمانة‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهناك‭ ‬آفاق‭ ‬مستقبلية‭ ‬بطموحات‭ ‬عُرفت‭ ‬بها‭ ‬البحرين،‭ ‬قيادةً‭ ‬وشعبًا،‭ ‬تتجاوز‭ ‬المستحيل‭ ‬وتحقق‭ ‬الإنجاز‭ ‬وترتقي‭ ‬بالوطن‭.‬

إن‭ ‬أكبر‭ ‬المعاني‭ ‬الماثلة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الوطن،‭ ‬هي‭ ‬معنى‭ ‬“الوطن‭ ‬الجامع”‭ ‬لكل‭ ‬أبنائه،‭ ‬واليوم‭ ‬نحن‭ ‬جميعًا‭ ‬مسؤولون‭ ‬عن‭ ‬صيانة‭ ‬هذا‭ ‬المعنى،‭ ‬وفي‭ ‬تقديري،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬التفاؤل‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الشريحة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬استبشرت‭ ‬وأيدت‭ ‬وتفاءلت‭ ‬وتحدثت‭ ‬وعبرت‭ ‬بالطيب‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬ورفعت‭ ‬الصوت‭ ‬بالدعوات‭ ‬الصادقة‭ ‬لأن‭ ‬تتكلل‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬المخلصة‭ ‬بالنجاح،‭ ‬وقد‭ ‬عهدنا‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬عمره،‭ ‬يقدم‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والترحيب‭ ‬والمساندة‭ ‬للمبادرات‭ ‬التي‭ ‬تنهض‭ ‬بالوطن‭ ‬وأبنائه‭ ‬وتوطد‭ ‬جسور‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأجاد‭ ‬سماحة‭ ‬السيد‭ ‬الغريفي‭ ‬بعبارة‭ ‬بليغة‭ ‬الدلالات‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬“سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صنع‭ ‬تاريخًا‭ ‬وطنيًا‭ ‬زاخرًا‭ ‬بالعطاءات‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستويات‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬والدفع‭ ‬بعملية‭ ‬التطور‭ ‬والبناء‭ ‬والازدهار”‭.‬