وحدة‭ ‬وطن

| د. عبدالله الحواج

رد‭ ‬الصاع‭ ‬صاعين‭ ‬وأخرس‭ ‬كل‭ ‬الألسنة‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬من‭ ‬لُحمة‭ ‬الوطن‭ ‬وتماسكه‭ ‬الأبدي،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬أسد‭ ‬العروبة‭ ‬النابض،‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬إلا‭ ‬بالوحدة‭ ‬وهي‭ ‬تظلل‭ ‬بتسامحها‭ ‬النبيل‭ ‬كل‭ ‬الربوع‭ ‬والوديان،‭ ‬القفارِ‭ ‬والعمار‭ ‬والشطآن،‭ ‬هجمة‭ ‬شرسة‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬تمس‭ ‬صميم‭ ‬تماسكنا،‭ ‬فسبت‭ ‬وهجمت‭ ‬وتطاولت،‭ ‬لكن‭ ‬قادتنا‭ ‬جاءوا‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬كالمعتاد،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تفرقة‭ ‬ولا‭ ‬انقسام،‭ ‬لا‭ ‬تأليب‭ ‬ولا‭ ‬تأويل‭ ‬ولا‭ ‬وألف‭ ‬لا‭ ‬للمعول‭ ‬الهدام‭.‬

البحرين‭ ‬وحدة‭ ‬واحدة،‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬القسمة‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬معادلات،‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬مهاترات،‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬أقاويل‭ ‬أو‭ ‬مماحكات،‭ ‬إنها‭ ‬نعمة‭ ‬المولى‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭ ‬عندما‭ ‬ينزل‭ ‬على‭ ‬عبادة‭ ‬السكينة،‭ ‬الولاء‭ ‬والوفاء‭ ‬ونبذ‭ ‬الضغينة،‭ ‬هو‭ ‬المواطن‭ ‬العارف‭ ‬الواعي‭ ‬بأن‭ ‬قوته‭ ‬في‭ ‬تماسكه،‭ ‬ومحنته‭ ‬في‭ ‬تفتته،‭ ‬“كم‭ ‬بغت‭ ‬دولة‭ ‬علينا‭ ‬وجارت،‭ ‬ثم‭ ‬زالت‭ ‬وتلك‭ ‬عُقبى‭ ‬التعدي”‭.‬

نعم‭ ‬صدق‭ ‬الشاعر،‭ ‬وصدق‭ ‬قائلها،‭ ‬لقد‭ ‬مرت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬الطويل‭ ‬بمحاولات‭ ‬تدخل‭ ‬خارجية،‭ ‬بدسائس‭ ‬وادعاءات،‭ ‬بعدوان‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬الشعب،‭ ‬بضلالات‭ ‬لم‭ ‬تصب‭ ‬غير‭ ‬صاحبها،‭ ‬ولكن‭ ‬هبة‭ ‬المواطن،‭ ‬وزئير‭ ‬قادته‭ ‬وزلزال‭ ‬المناجاة‭ ‬في‭ ‬القلوب‭ ‬المؤمنة،‭ ‬دحرت‭ ‬العدو،‭ ‬أصابته‭ ‬في‭ ‬مقتل،‭ ‬جردته‭ ‬من‭ ‬أسلحته،‭ ‬وكشفت‭ ‬ألاعيبه‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تخيل‭ ‬على‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الزهور‭.‬

لطالما‭ ‬أطفأ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬الفتنة‭ ‬برؤيته‭ ‬الشاملة‭ ‬لوطن‭ ‬لا‭ ‬يتنازل‭ ‬عن‭ ‬ثوابته،‭ ‬لا‭ ‬يفرط‭ ‬في‭ ‬فرد‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أهله،‭ ‬ولا‭ ‬يساوم‭ ‬على‭ ‬مقدساته‭ ‬ومبادئه‭.‬

البحرين‭ ‬شعب‭ ‬واحد،‭ ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬بنيه،‭ ‬ولا‭ ‬منتميه،‭ ‬لا‭ ‬نتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬أحد‭ ‬ولا‭ ‬نقبل‭ ‬أن‭ ‬يتدخل‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬شؤوننا،‭ ‬أهل‭ ‬مكة‭ ‬أدرى‭ ‬بشعابها،‭ ‬هذا‭ ‬صحيح،‭ ‬لكن‭ ‬الصحيح‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬الزيارة‭ ‬الميمونة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬أخيرا‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬إلى‭ ‬سماحة‭ ‬السيد‭ ‬عبدالله‭ ‬الغريفي،‭ ‬أثبتت‭ ‬مجددًا‭ ‬أن‭ ‬أحدًا‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يشق‭ ‬الصف،‭ ‬وأن‭ ‬أحدًا‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬الاصطياد‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬العكر،‭ ‬وأن‭ ‬كائنًا‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يحلم‭ ‬بأن‭ ‬يعيد‭ ‬عجلة‭ ‬الزمان‭ ‬إلى‭ ‬الجاهلية،‭ ‬فشعبنا‭ ‬أوعى،‭ ‬وقادتنا‭ ‬أقدر،‭ ‬ووطنا‭ ‬أبقى‭.‬

لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يهد‭ ‬همتنا،‭ ‬أن‭ ‬يساوم‭ ‬على‭ ‬وحدتنا،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬إدراكنا‭ ‬العميق‭ ‬بأن‭ ‬الدين‭ ‬لله‭ ‬والوطن‭ ‬للجميع،‭ ‬وأن‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬مختلف‭ ‬الملل‭ ‬والأديان‭ ‬والأجناس‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭ ‬في‭ ‬سلام،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لدخيل‭ ‬أو‭ ‬عميل‭ ‬أو‭ ‬أجير‭ ‬أن‭ ‬يهز‭ ‬إيمانها‭ ‬الراسخ‭ ‬بأن‭ ‬بحريننا‭ ‬لخالدة،‭ ‬وقادتنا‭ ‬لأوفياء،‭ ‬ومواطنينا‭ ‬لمؤمنون،‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يخذل‭ ‬مؤمنًا،‭ ‬وأن‭ ‬سبحانه‭ ‬يصد‭ ‬عنا‭ ‬طمع‭ ‬الطامعين،‭ ‬وكيد‭ ‬الكائدين،‭ ‬وحقد‭ ‬الحاقدين،‭ ‬إنه‭ ‬نعم‭ ‬المولى‭ ‬ونعم‭ ‬النصير‭.‬