فجر جديد

لماذا‭ ‬تفضلون‭ ‬الأجنبي؟

| إبراهيم النهام

لا‭ ‬يوجد‭ ‬هنالك‭ ‬ما‭ ‬يستفز‭ ‬المواطن،‭ ‬بقدر‭ ‬أخبار‭ ‬التعيينات‭ ‬غير‭ ‬مبررة‭ ‬لوجوه‭ ‬وأسماء‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬البعيدة،‭ ‬يأتون‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭ ‬ليشغروا‭ ‬المناصب‭ ‬العليا‭ ‬بالشركات‭ ‬والبنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬الكبرى،‭ ‬بمحصلة‭ ‬رواتب‭ ‬لا‭ ‬يحلمون‭ ‬بفتاتها‭ ‬في‭ ‬بلدانهم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تركن‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬جنب،‭ ‬وجودها‭ ‬وعدمه‭ ‬واحد‭.‬

هذا‭ ‬المطلب‭ - ‬وأعني‭ ‬البحرنة‭ ‬بصورتها‭ ‬الحقيقية‭- ‬هو‭ ‬حق‭ ‬مكتسب‭ ‬للمواطن،‭ ‬وأصل‭ ‬في‭ ‬أساسيات‭ ‬مواطنته‭ ‬وانتمائه،‭ ‬كخيار‭ ‬أول‭ ‬وثاني‭ ‬وثالث‭ ‬ورابع‭ ‬وعاشر،‭ ‬والبقية‭ ‬يأتون‭ ‬من‭ ‬بعد‭.‬

‭ ‬وكما‭ ‬تسير‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬وعمان،‭ ‬والكويت،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬في‭ ‬التوطين‭ ‬الوظيفي‭ ‬الجاد‭ ‬للمواطن،‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬جديرة‭ ‬لأن‭ ‬تسير‭ ‬بهذا‭ ‬الحذو‭ ‬أيضًا،‭ ‬بدايتها‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬قيادات‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬والبنوك،‭ ‬بحرينية‭ ‬بامتياز‭.‬

‭ ‬ويذكرنا‭ ‬الواقع‭ ‬المُر‭ ‬لأغلب‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬التي‭ ‬يهيمن‭ ‬عليها‭ ‬الأجانب،‭ ‬بشكل‭ ‬أقرب‭ ‬لشّلليّة،‭ ‬والفئوية‭ ‬المغلقة،‭ ‬للإقصاء‭ ‬المُر‭ ‬الذي‭ ‬يعانيه‭ ‬ابن‭ ‬البلد‭ ‬أمام‭ ‬الأجنبي،‭ ‬والذي‭ ‬يمتلك‭ ‬زمام‭ ‬التوظيف،‭ ‬والتسكين،‭ ‬والتسريح،‭ ‬بشكل‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬المحاباة‭ ‬لبني‭ ‬جلدته‭ ‬هو،‭ ‬وعلى‭ ‬الغطرسة‭ ‬والتعالي‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭.‬

هذا‭ ‬الواقع‭ ‬القديم‭ ‬جدًّا،‭ ‬والمستمر‭ ‬جدًّا،‭ ‬أخذ‭ ‬أخيرًا‭ ‬منحنى‭ ‬غريبًا‭ ‬للغاية،‭ ‬هو‭ ‬سيطرة‭ ‬جنسيات‭ -‬بعينها‭- ‬على‭ ‬دفة‭ ‬الأمور‭ ‬بهذه‭ ‬الشركة‭ ‬وذاك‭ ‬البنك،‭ ‬بشكل‭ ‬أقرب‭ ‬للدويلات‭ ‬داخل‭ ‬الدولة،‭ ‬المواطن‭ ‬بها‭ ‬غريب،‭ ‬ومرفوض،‭ ‬لا‭ ‬حجة‭ ‬له،‭ ‬ولا‭ ‬صوت،‭ ‬ولا‭ ‬حضور‭ ‬يذكر‭.‬