معرض العمالة البنغلاديشية... والهروب إلى الأمام
| رجاء مرهون
على غرار عادتهم السنوية، وبينما كان البحرينيون يستعدون لاستقبال يوم العمال العالمي، خرج علينا فيديو مستفز لأحد أبناء بنغلاديش - وهو يتكلم بلهجة “عربية مكسرة” - داعياً أبناء جلدته المتواجدين في البحرين من دون كفيل إلى حضور معرض للتوظيف، سعيا وراء الحصول على وظيفة ثابتة. الفيديو الذي خلق حالة من الصدمة والتندر أيضا، دفع وكيل وزارة العمل الأخ الفاضل صباح الدوسري إلى سرعة التحرك، طالباً من منظمي المعرض إيقافه والاكتفاء بالفعاليات المصاحبة، ومصرحاً لموقع إخباري بأن “المعرض مخالف للقانون ولن يتم”.
وبحسب تصريح الدوسري، فإن “القانون لا يسمح بتنظيم هذه النوعية من المعارض، لأن هؤلاء عمال ولديهم أصحاب عمل، كما أن القانون لا يسمح بوجود عمالة أجنبية عاطلة تعرض عليها وظائف”. شخصيا، لست واثقة إذا ما ألغت الجالية البنغلاديشية معرض التوظيف أم لا، ولكن ذاكرتي المتواضعة لا تستحضر نصاً قانونياً يحظر على الأجانب إقامة معارض التوظيف أو يحصر الاستفادة منها للبحرينيين فقط.
ووفق تأكيدات قانونيين، لا يوجد نص في تشريعاتنا يمنح وزارة العمل السلطة للموافقة على إقامة هذه النوعية من المعارض أو رفضها، وهذا يعطينا مؤشراً أن خطوة وكيل الوزارة لوقف المعرض لم تكن إلا في إطار “الطلب الودي”، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إحالة هؤلاء إلى النيابة العامة مثلا.
الجزئية الأهم تتمثل في حديث الأخ الدوسري بأن القانون لا يسمح بوجود “عمالة أجنبية عاطلة”، وماذا بالنسبة للعمال الذين حصلوا على التصريح المرن؟ أليس هؤلاء مرخصين وجاهزين للعمل ولكن من دون عمل ثابت؟ ألا يمنح التصريح “المرن” لهؤلاء فرصة الإقامة القانونية والبحث عن عمل وقتما وأينما وكيفما يشاؤون؟
معرض توظيف الجالية البنغلاديشية يذكرني بتصريح للرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل أسامة العبسي يبرر فيه إصدار تصريح العمل المرن و”شرعنة” العمالة غير القانونية تحت عنوان “حاجة المجتمع إليهم!”.
يقول العبسي: “رأينا عدم جدوى محاربة “المعروض” من العمالة السائبة في ظل وجود “طلب” عليها”... وهذا يفرض علينا أن نسأل العبسي “ماذا أنتم فاعلون اليوم في ظل وجود عمالة أجنبية مرخصة تخاطب المؤسسات ورجال الأعمال وتنظم المعارض بحثا عن عمل”؟! هل ستكافحون هذه الظواهر؟ أم ستمنحونها أغطية شرعية جديدة بحجة وجود طلب؟.