صور مختصرة

ماذا سينقص من أموال؟

| عبدالعزيز الجودر

الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭ ‬ومكانته‭ ‬المقدسة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬المسلمين،‭ ‬إذ‭ ‬خص‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬المبارك‭ ‬بنزول‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬البشرية،‭ ‬ففي‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬العظيم‭ ‬تفتح‭ ‬أبواب‭ ‬الجنة،‭ ‬وفيه‭ ‬ليلة‭ ‬القدر‭ ‬وهي‭ ‬أعظم‭ ‬ليلة‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬المبارك‭ ‬تزداد‭ ‬أعمال‭ ‬الخير‭ ‬والإحسان‭ ‬والصدقات‭ ‬والتبرعات‭ ‬والتراحم‭ ‬بين‭ ‬المسلمين،‭ ‬فهو‭ ‬شهر‭ ‬الجود‭ ‬والكرم‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬تسعد‭ ‬قلوب‭ ‬شريحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭.‬

ونحن‭ ‬بصدد‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬نقول‭ ‬ماذا‭ ‬سينقص‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬الأفراد‭ ‬الميسورين‭ ‬وكبار‭ ‬التجار‭ ‬أصحاب‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدنانير‭ ‬والعقارات‭ ‬بمساعدة‭ ‬بسطاء‭ ‬الديرة‭ ‬والمحتاجين‭ ‬وابن‭ ‬السبيل،‭ ‬وهنا‭ ‬نخص‭ ‬بالذكر‭ ‬أولئك‭ ‬“اللي‭ ‬ما‭ ‬يصخون‭ ‬بفلس‭ ‬حلي”‭ ‬وهم‭ ‬كثر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬همهم‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬“الدينار‭ ‬اللي‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬جيوبهم‭ ‬ما‭ ‬يطلع‭ ‬إلا‭ ‬بطلعة‭ ‬الروح”‭.‬

ماذا‭ ‬سينقص‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬لو‭ ‬قام‭ ‬بنك‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬بتوقيف‭ ‬الأقساط‭ ‬الشهرية‭ ‬عن‭ ‬المواطنين‭ ‬المنتفعين‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الإسكانية‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬فقط؟‭ ‬ماذا‭ ‬سينقص‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬لو‭ ‬قامت‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬صناديقها‭ ‬التقاعدية‭ ‬الثلاثة‭ ‬“العسكري‭ ‬والعام‭ ‬والخاص”‭ ‬بتوقيف‭ ‬أقساطها‭ ‬الشهرية‭ ‬للمواطنين‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬للذين‭ ‬أجبرتهم‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬على‭ ‬استبدال‭ ‬رواتبهم‭ ‬ومعاشاتهم‭ ‬التقاعدية‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬قاموا‭ ‬بشراء‭ ‬مدد‭ ‬الخدمة‭ ‬والآخرين‭ ‬الذين‭ ‬اقترضوا؟

ماذا‭ ‬سينقص‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬لو‭ ‬قامت‭ ‬جميع‭ ‬البنوك‭ ‬التجارية‭ ‬والشركات‭ ‬والمصارف‭ ‬الإسلامية‭ ‬بتوقيف‭ ‬أقساط‭ ‬القروض‭ ‬الشخصية‭ ‬للمواطنين‭ ‬المقترضين‭ ‬لديها‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬دون‭ ‬احتساب‭ ‬الفوائد‭ ‬المركبة‭ ‬عليهم؟

ماذا‭ ‬سينقص‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬المستشفيات‭ ‬والعيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬لو‭ ‬خصصت‭ ‬أياما‭ ‬معينة‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬المبارك‭ ‬لعلاج‭ ‬المرضى‭ ‬البحرينيين‭ ‬الفقراء‭ ‬بالمجان؟‭ ‬فهناك‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬تعيش‭ ‬بيننا‭ ‬ومتواجدة‭ ‬في‭ ‬منازلها‭ ‬تئن‭ ‬من‭ ‬أوجاعها‭ ‬وآلامها‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬حالها‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وليس‭ ‬باستطاعتها‭ ‬المادية‭ ‬زيارة‭ ‬تلك‭ ‬المشافي‭ ‬الخاصة‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭ ‬اللازم،‭ ‬وتحتاج‭ ‬لمن‭ ‬يقف‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬حالاتها‭ ‬المرضية‭ ‬ويخفف‭ ‬عليها‭.‬

ماذا‭ ‬سينقص‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬لو‭ ‬قامت‭ ‬الجمعيات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمراكز‭ ‬والصناديق‭ ‬الخيرية‭ ‬بتقنين‭ ‬مساعداتها‭ ‬الدورية‭ ‬التي‭ ‬ترسلها‭ ‬لخارج‭ ‬البحرين‭ ‬وأعطت‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬للداخل‭ ‬وضاعفت‭ ‬المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬الرمضانية‭ ‬للذين‭ ‬يستحقونها‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬المتعففين‭ ‬أصحاب‭ ‬الحاجة‭ ‬والعوز؟‭ ‬وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬“دهنه‭ ‬في‭ ‬مكبتنه”،‭ ‬فالأقربون‭ ‬أولى‭ ‬بالمعروف‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬