فجر جديد

زملاء‭ ‬المهنة‭.. ‬المجد‭ ‬لكم

| إبراهيم النهام

يحتفي‭ ‬الصحافيون‭ ‬اليوم‭ ‬الموافق‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬مايو،‭ ‬بيومهم‭ ‬المهني‭ ‬والذي‭ ‬نستذكر‭ ‬فيه‭ ‬شهداء‭ ‬القلم،‭ ‬والمهنة‭ ‬الحرة،‭ ‬ممن‭ ‬قدموا‭ ‬أرواحهم‭ ‬ودمائهم،‭ ‬قرباناً‭ ‬لخدمة‭ ‬البشرية،‭ ‬ولإعلاء‭ ‬كلمة‭ ‬الحقيقة‭.‬

هذه‭ ‬المهنة‭ ‬المُجهدة،‭ ‬التي‭ ‬تُصنف‭ ‬بأنها‭ ‬الأٌقسى،‭ ‬والأصعب،‭ ‬والأقل‭ ‬مدخولاً،‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬–ولا‭ ‬يزال‭- ‬دور‭ ‬مفصلي‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬حياة‭ ‬الشعوب،‭ ‬وفي‭ ‬إيجاد‭ ‬واقع‭ ‬أجمل،‭ ‬عبر‭ ‬مكاشفة‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬بخفايا‭ ‬الحقيقة‭ ‬المتوارية‭ ‬عن‭ ‬الأنظار‭.‬

وأعيدٌ‭ ‬للذاكرة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للصحافة،‭ ‬بعض‭ ‬الملاحم‭ ‬الصحافية‭ ‬التي‭ ‬غيرت‭ ‬مفاهيم‭ ‬السياسة‭ ‬العالمية،‭ ‬أولها‭ ‬فوز‭ ‬الصحافي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمد‭ ‬الغير‭ ‬العام‭ ‬2008‭ ‬بجائزة‭ ‬أفضل‭ ‬مجموعة‭ ‬قصص‭ ‬صحافية‭ ‬مكتوبة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العام،‭ ‬تناول‭ ‬بها‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬القاسي‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬جراء‭ ‬الحصار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الجار،‭ ‬حيث‭ ‬عرى‭ ‬خلالها‭ ‬بالكلمة‭ ‬والصورة‭ ‬الممارسات‭ ‬الصهيونية‭ ‬الوحشية،‭ ‬ليضع‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بحرج‭ ‬بالغ‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

هُنالك‭ ‬أيضاً‭ ‬فضيحة‭ ‬“ووترجيت”‭ ‬الشهيرة،‭ ‬وهي‭ ‬قضية‭ ‬التجسس‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬العام‭ ‬1972‭ ‬والتي‭ ‬انتهت‭ ‬باستقالة‭ ‬الرئيس‭ ‬ريتشارد‭ ‬نيكسون‭ ‬سنة‭ ‬1974‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتبعه،‭ ‬يتجسس‭ ‬على‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لكي‭ ‬يعرف‭ ‬مخططاته،‭ ‬ويبعده،‭ ‬ولا‭ ‬يفوز‭ ‬بالانتخابات،‭ ‬الفضيحة‭ ‬الكُبرى،‭ ‬كشفها‭ ‬صحافيان،‭  ‬هما‭: ‬كارل‭ ‬برنستين‭ ‬وبوب‭ ‬وود‭ ‬بصحيفة‭ ‬“واشنطن‭ ‬بوست”‭. ‬

ملحمة‭ ‬ثالثة،‭ ‬حدثت‭ ‬أثناء‭ ‬خوض‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حربها‭ ‬المشؤومة‭ ‬في‭ ‬فيتنام،‭ ‬لمنع‭ ‬قيام‭ ‬نظام‭ ‬شيوعي،‭ ‬حيثُ‭ ‬كشف‭ ‬الصحافي‭ ‬سيمور‭ ‬هيرش‭ ‬أفظع‭ ‬مذبحة‭ ‬حدثت‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ماي‭ ‬ليا‭ ‬الفيتنامية‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الجيش‭ ‬الأميركي،‭ ‬قُتل‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬شخص،‭ ‬بينهم‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭.‬

بعد‭ ‬نشر‭ ‬التحقيق‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬أجراه‭ ‬هيرتش،‭ ‬حوكم‭ ‬الضباط‭ ‬الأميركي‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬هناك،‭ ‬وأدين‭ ‬بالقتل‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬عسكرية‭ ‬قضت‭ ‬بسجنه‭ ‬20‭ ‬عاماً‭.‬

هذه‭ ‬القصص‭ ‬وغيرها،‭ ‬تحكي‭ ‬بالتاريخ‭ ‬الموثق‭ ‬يوميات‭ ‬مهنة‭ ‬الصحافة‭ ‬إذ‭ ‬يسير‭ ‬بها‭ ‬زملاء‭ ‬المهنة‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬مليئة‭ ‬بالشراك‭ ‬والألغام؛‭ ‬بهدف‭ ‬إيصال‭ ‬صوت‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فتحية‭ ‬خالصة‭ ‬لكل‭ ‬صحافي‭ ‬يُناضل‭ ‬لتشريف‭ ‬المهنة،‭ ‬وإن‭ ‬المجد‭ ‬لكم‭.‬