اليوم العالمي للسلامة والصحة في مكان العمل

| عبدعلي الغسرة

السلامة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬العمل‭ ‬صحة‭ ‬وأمن‭ ‬واستثمار،‭ ‬والإنفاق‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬العمال‭ ‬والموظفين‭ ‬وأمنهم‭ ‬يُحقق‭ ‬استثمارًا‭ ‬للمنشأة‭ ‬وإنتاجًا‭ ‬مُستدامًا‭ ‬لها،‭ ‬ويُقلل‭ ‬نفقاتها‭ ‬ويرفع‭ ‬أرباحها،‭ ‬فمنشآت‭ ‬عمل‭ ‬كثيرة‭ ‬وخصوصا‭ ‬الصناعية‭ ‬منها‭ ‬تكون‭ ‬مجالًا‭ ‬للحوادث‭ ‬المميتة،‭ ‬وهناك‭ ‬منشآت‭ ‬تراعي‭ ‬سلامة‭ ‬وأمن‭ ‬موظفيها‭ ‬وعمالها‭ ‬وبعضها‭ ‬تغيب‭ ‬فيها‭ ‬مبادئ‭ ‬السلامة‭.‬

أول‭ ‬بحث‭ ‬عن‭ ‬قانون‭ ‬السلامة‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1802م‭ ‬ببريطانيا‭ ‬وشمل‭ ‬سلامة‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يلتحقون‭ ‬بالمصنع‭ ‬وهُم‭ ‬غير‭ ‬مؤهلين‭ ‬عِلميًا،‭ ‬وفي‭ ‬1803م‭ ‬صدر‭ ‬قانون‭ ‬السلامة‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وفي‭ ‬1974م‭ ‬صدر‭ ‬القانون‭ ‬الأول‭ ‬للصحة‭ ‬والسلامة‭. ‬وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬صدرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬المُتعلقة‭ ‬بالسلامة‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬ومنها‭ (‬قرار‭ ‬رقم‭ ‬8‭ ‬لسنة‭ ‬2013م‭ ‬بشأن‭ ‬تنظيم‭ ‬السلامة‭ ‬والصحة‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬المنشآت‭)‬،‭ ‬ويقوم‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬بتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬وإدارة‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬المهنية‭ ‬وإصدار‭ ‬التعليمات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالسلامة‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ومن‭ ‬بنود‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ (‬يلتزم‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬بتوفير‭ ‬وسائل‭ ‬السلامة‭ ‬والصحة‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يكفل‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬العمل‭ ‬ــ‭ ‬المادة‭ ‬166‭)‬،‭ ‬وتأسست‭ ‬جمعية‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬فبراير‭ ‬1979م،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بسجل‭ ‬جيد‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬والبذل‭ ‬للبحرين‭ ‬وشعبها،‭ ‬ويحتفل‭ ‬العالم‭ ‬بيوم‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأهداف،‭ ‬ومنها‭ ‬ــ‭ ‬ضمان‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬آمنة‭ ‬ولائقة‭ ‬تحوي‭ ‬مبادئ‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬الأخطار،‭ ‬وعدم‭ ‬تشغيل‭ ‬الأطفال،‭ ‬ونشر‭ ‬الوعي‭ ‬بتداعيات‭ ‬حوادث‭ ‬العمل‭ ‬وإصاباتها‭ ‬وأمراضها،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بصحة‭ ‬وسلامة‭ ‬العاملين‭ ‬والعاملات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المنشآت،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التحسن‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬المهنية،‭ ‬وشعار‭ ‬2019م‭ ‬هو‭ (‬نحو‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬آمنة‭).‬

إن‭ ‬الهدف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬العمل‭ ‬والتوعية‭ ‬العامة‭ ‬بالسلامة‭ ‬المُستدامة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬مبادئها‭. ‬إن‭ ‬السلامة‭ ‬من‭ ‬الضروريات‭ ‬الحتمية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مواقع‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬إدارية‭ ‬وتشغيلية‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬شخصية‭ ‬على‭ ‬العاملين‭ ‬ومادية‭ ‬إيجابية‭ ‬للشركات‭ ‬والمصانع‭ ‬والأفراد،‭ ‬ومسؤولية‭ ‬تحقيق‭ ‬السلامة‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬مؤسسات‭ ‬العمل‭ ‬أولا،‭ ‬والعامل‭ ‬ثانيًا،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والأكاديمية‭ ‬والثقافية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬ثالثا،‭ ‬كُلٌ‭ ‬يُساهم‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬والتوعية‭ ‬بها،‭ ‬فالسلامة‭ ‬والأمن‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬من‭ ‬الجميع‭.‬