الخلل الكبير

| جعفر حبيب

لو‭ ‬نمسك‭ ‬الورقة‭ ‬والقلم‭ ‬ونحسب‭ ‬كم‭ ‬بطولة‭ ‬فاز‭ ‬بها‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي‭ ‬أو‭ ‬النسور‭ ‬سابقًا‭ ‬سوف‭ ‬نتعجب‭ ‬كيف‭ ‬لهذا‭ ‬النادي‭ ‬العريق‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬مرتين‭ ‬بينما‭ ‬نادي‭ ‬المحرق‭ ‬منافسه‭ ‬الوحيد‭ ‬يلعب‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭. ‬هذه‭ ‬حقائق‭ ‬لا‭ ‬يتصورها‭ ‬أي‭ ‬عقل‭ ‬رياضي‭ ‬عموما‭ ‬ولا‭ ‬عاشق‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬خصوصا‭.‬

لكن‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬الجاري‭ ‬لدوري‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية‭ ‬حقق‭ ‬الأهلي‭ ‬نتائج‭ ‬كروية‭ ‬مبهرة‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي؛‭ ‬لأنه‭ ‬يمثل‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬الأندية‭ ‬المحلية‭ ‬حضورًا‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬وصنع‭ ‬بل‭ ‬قدم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬مئات‭ ‬اللاعبين‭ ‬المرموقين‭ ‬الذين‭ ‬ارتدوا‭ ‬قميص‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأشبال‭ ‬أو‭ ‬الناشئين‭ ‬أو‭ ‬الشباب‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬الفريق‭ ‬الأول‭.‬

لو‭ ‬احتفل‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي‭ ‬بصعوده‭ ‬سيكون‭ ‬الاحتفال‭ ‬باهتًا‭ ‬جدًا؛‭ ‬لأنه‭ ‬سيعيب‭ ‬نفسه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يفتخر‭ ‬به‭ ‬فالأهلي‭ ‬يفترض‭ ‬ألا‭ ‬يهبط‭ ‬وألا‭ ‬يغادر‭ ‬منصات‭ ‬التتويج‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬يكون‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬المتنافسين‭ ‬على‭ ‬الألقاب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬موسم‭ ‬منذ‭ ‬بدايات‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬57‭/‬‏58‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬لكن‭ ‬الأخطاء‭ ‬الفنية‭ ‬والإدارية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬ارتكابها‭ ‬ضد‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬أهله‭ ‬وجماعته‭ ‬سلبته‭ ‬القوة‭ ‬والعراقة‭ ‬وتحول‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬قوي‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬عادي‭ ‬يرتدي‭ ‬لاعبوه‭ ‬القمصان‭ ‬الصفراء‭ ‬وهم‭ ‬غير‭ ‬منتمين‭ ‬إليه‭ ‬دمًا‭ ‬ولحمًا‭ ‬ولا‭ ‬عظمًا‭.‬

هذه‭ ‬حقيقة‭ ‬مؤلمة‭ ‬لعشاق‭ ‬النسر‭ ‬الأصفر‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬متكررًا،‭ ‬ما‭ ‬خطة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭ ‬العريق‭ ‬للموسم‭ ‬الجديد‭ ‬ليس‭ ‬مع‭ ‬الفرق‭ ‬الكبيرة؛‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فريق‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬كما‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬فقد‭ ‬تساوى‭ ‬العصفور‭ ‬مع‭ ‬البلبل‭ ‬والأرنب‭ ‬مع‭ ‬القط‭ ‬والحمامة‭ ‬مع‭ ‬الدجاجة‭ ‬ولم‭ ‬نعد‭ ‬في‭ ‬استطاعتنا‭ ‬أن‭ ‬نفرق‭ ‬بين‭ ‬الطيور‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬بالذين‭ ‬يسيرون‭ ‬ويزحفون‭ ‬على‭ ‬أربع؟

أنا‭ ‬أصرخ‭ ‬من‭ ‬قلبي؛‭ ‬لأن‭ ‬القادم‭ ‬سيكون‭ ‬أسوأ‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬المحلية‭ ‬وآخر‭ ‬النتائج‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬تنبئ‭ ‬عن‭ ‬كوارث‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭:‬7‭/‬‏1‭ ‬و8‭/‬0‭ ‬وعلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬أن‭ ‬يقارنوا‭ ‬بين‭ ‬هاتين‭ ‬النتيجتين‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬ليعرفوا‭ ‬الخلل‭ ‬الكبير‭ ‬والذي‭ ‬يفضح‭ ‬الكبير‭ ‬مع‭ ‬الصغير‭.‬