رؤيا مغايرة

“مقتدى الصدر... وإملاءات جارة السوء”

| فاتن حمزة

زج‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر‭ ‬اسم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬هاجم‭ ‬فيه‭ ‬عدة‭ ‬دول،‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬إساءة‭ ‬مرفوضة‭ ‬للمملكة‭ ‬وقيادتها،‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬تدخلاً‭ ‬سافراً‭ ‬في‭ ‬سيادتها‭ ‬وشؤونها‭ ‬الداخلية،‭ ‬وخرقاً‭ ‬واضحاً‭ ‬للمواثيق‭ ‬ومبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ولا‭ ‬يمثل‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر‭ ‬موقعاً‭ ‬رسمياً‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬ولن‭ ‬يضرنا‭ ‬نباحه،‭ ‬وعلى‭ ‬قدر‭ ‬الذهول‭ ‬ستأتي‭ ‬الشتائم‭.‬

تذكرت‭ ‬هنا‭ ‬فتوى‭ ‬الخميني‭ ‬الذي‭ ‬أهدر‭ ‬فيها‭ ‬دم‭ ‬المغمور‭ ‬سلمان‭ ‬رشدي‭ ‬بسبب‭ ‬كتابه‭ ‬“آيات‭ ‬شيطانية”‭ ‬وكيف‭ ‬صارت‭ ‬هذه‭ ‬الفتوى‭ ‬سبباً‭ ‬لشهرته‭ ‬وقراءة‭ ‬كتابه‭ ‬وانتشاره‭ ‬وحمايته،‭ ‬بينما‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬تجاهله‭ ‬لماتت‭ ‬سيرته‭ ‬ومعها‭ ‬كتابه‭ ‬وأصبح‭ ‬جزءا‭ ‬منسيا‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬التاريخ‭. ‬وهذا‭ ‬تمام‭ ‬شأن‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬أتباع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬في‭ ‬تلقيهم‭ ‬الأوامر‭ ‬للعب‭ ‬الأدوار‭ ‬المرسومة‭ ‬لهم،‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬سوى‭ ‬حلقة‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬رأسها‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬جارة‭ ‬السوء،‭ ‬يحركونها‭ ‬كيفما‭ ‬يشاؤون‭.‬

البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬خط‭ ‬أحمر،‭ ‬ولن‭ ‬نقبل‭ ‬أو‭ ‬نسمح‭ ‬أبداً‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬بالإساءة‭ ‬لهم‭ ‬أو‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤوننا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬كانت،‭ ‬ونطالب‭ ‬باتخاذ‭ ‬جميع‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمننا‭ ‬واستقرارنا‭.‬

‭ ‬رحل‭ ‬والد‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر‭ ‬كما‭ ‬رحل‭ ‬جده‭ ‬وأجداده،‭ ‬وسيرحل‭ ‬هو‭ ‬معهم‭ ‬وأمثاله،‭ ‬ومازالت‭ ‬البحرين‭ ‬عصية‭ ‬على‭ ‬مبغضيها،‭ ‬قوية‭ ‬شامخة‭ ‬رغماً‭ ‬عن‭ ‬أنوفهم،‭ ‬وستظل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭.‬

‭ ‬بعد‭ ‬الصدر‭ ‬سنسمع‭ ‬آخرين،‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يخرجون‭ ‬عن‭ ‬نهج‭ ‬وأوامر‭ ‬أمهم‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تقلقها‭ ‬صحوة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ووقوفها‭ ‬بالمرصاد‭ ‬لبتر‭ ‬جذورها،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬قلقها‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬إعادة‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬الحضن‭ ‬العربي‭.‬