سينما الآداب... إتقان وذائقة فنية رفيعة

| زهير توفيقي

تشرفت‭ ‬بحضور‭ ‬النسخة‭ ‬الخامسة‭ ‬من‭ ‬فعالية‭ ‬سينما‭ ‬الآداب‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬مؤخراً‭ ‬جمعية‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬حضوري‭ ‬بصفتي‭ ‬ممثلا‭ ‬لجهة‭ ‬عملي‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬دعماً‭ ‬مالياً‭ ‬لتلك‭ ‬الفعالية،‭ ‬وللأمانة‭ ‬أقول،‭ ‬ودون‭ ‬أيّة‭ ‬مجاملة،‭ ‬أبهرني‭ ‬تماماً‭ ‬ما‭ ‬شاهدته‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬سينمائية‭ ‬رائعة‭ ‬ومثيرة‭ ‬للاهتمام‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬العرض‭ ‬خلال‭ ‬احتفال‭ ‬أقامته‭ ‬الجامعة‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬الإعلام‭ ‬علي‭ ‬الرميحي‭ ‬وبحضور‭ ‬الدكتور‭ ‬رياض‭ ‬حمزة‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تواجد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬الهيئة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والإدارية‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭.‬

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬أعمالاً‭ ‬بهذا‭ ‬الإبداع‭ ‬والتميّز،‭ ‬أظهر‭ ‬خلالها‭ ‬طلبة‭ ‬الجامعة‭ ‬مهارات‭ ‬وقدرات‭ ‬فنية‭ ‬تثير‭ ‬الإعجاب‭ ‬والذهول،‭ ‬وأيقنت‭ ‬بالفعل‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تواضع‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المتاحة‭ ‬له،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يُثبت‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭ ‬أنه‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬توفرت‭ ‬له‭ ‬الفرص‭ ‬والتدريب‭ ‬والتشجيع،‭ ‬فإننا‭ ‬لن‭ ‬نجد‭ ‬منه‭ ‬سوى‭ ‬الإبداع‭ ‬والتألق‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬لدي‭ ‬اقتراح‭ ‬متواضع‭ ‬أود‭ ‬طرحه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقبولاً‭ ‬لدى‭ ‬المعنيين،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬القصيرة‭ ‬التي‭ ‬شاهدناها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬المختلفة،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬الانتشار‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المرئية‭ ‬والمسموعة،‭ ‬ومنها‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬عرض‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬على‭ ‬فترات‭ ‬متكررة،‭ ‬كما‭ ‬أرى‭ ‬ضرورة‭ ‬القيام‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬دور‭ ‬السينما‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬للترتيب‭ ‬لعرض‭ ‬تلك‭ ‬الأفلام‭ ‬على‭ ‬شاشاتها‭ ‬قبل‭ ‬عرض‭ ‬أفلامها‭ ‬المعتادة‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الترويج‭ ‬للأعمال‭ ‬البحرينيّة‭ ‬الراقيّة‭ ‬التي‭ ‬ينجزها‭ ‬شباب‭ ‬بحرينيون‭ ‬يمتلكون‭ ‬من‭ ‬الموهبّة‭.‬

ونحن‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬سنكون‭ ‬قد‭ ‬قمنا‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬منا‭ ‬من‭ ‬دعمٍ‭ ‬لهذه‭ ‬المواهب‭ ‬الشابة‭ ‬وسيكون‭ ‬ذلك‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬إسداؤه‭ ‬لهم‭ ‬جزاء‭ ‬جهودهم‭ ‬وإبداعاتهم،‭ ‬أتمنى‭ ‬لو‭ ‬تقوم‭ ‬جهة‭ ‬رسمية‭ ‬مثل‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬بتكريم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطلبة‭ ‬الذين‭ ‬أظهروا‭ ‬تميّزاً‭ ‬كبيراً‭ ‬واستطاعوا‭ ‬إنتاج‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬الرائع‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كتابة‭ ‬الحوار‭ ‬والتصوير‭ ‬والمونتاج‭ ‬والإخراج‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يتطلبّه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬حرفيّة‭ ‬وموهبّة‭ ‬وذائقة‭.‬‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المواهب‭ ‬البحرينية‭ ‬المدفونة‭ ‬آن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تنفض‭ ‬الغبار‭ ‬عن‭ ‬مواهبها،‭ ‬وأن‭ ‬تُعبّد‭ ‬لها‭ ‬الطرق‭ ‬للانطلاق‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬وستكون‭ ‬خير‭ ‬ممثل‭ ‬للبلد‭ ‬في‭ ‬أيّة‭ ‬منافسة‭ ‬وفعالية‭ ‬سيشاركون‭ ‬بها‭.‬

علينا‭ ‬أن‭ ‬نبذل‭ ‬الجهود‭ ‬للبحث‭ ‬واستكشاف‭ ‬المواهب‭ ‬البحرينية‭ ‬أيّا‭ ‬كان‭ ‬مكان‭ ‬تواجدها‭ ‬وأيّا‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬المواهب،‭ ‬وما‭ ‬أكثرهم،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نسعى‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬نمتلك‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬لاحتضان‭ ‬تلك‭ ‬الكفاءات،‭ ‬ومنحهم‭ ‬البيئة‭ ‬المناسبة‭ ‬للإبداع‭ ‬والانطلاق‭ ‬وتخطي‭ ‬الحواجز‭.‬