عنفوان

المستشار‭ ‬ومقتدى‭ ‬وجهان‭ ‬لعملة‭ ‬واحدة

| جاسم اليوسف

مثلما‭ ‬انتفض‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬بسنته‭ ‬وشيعته‭ ‬ضد‭ ‬المستشار‭ ‬الطائفي‭ ‬الأخرق‭ ‬الذي‭ ‬وصف‭ ‬مكونًا‭ ‬رئيسًا‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬بأقذع‭ ‬الألفاظ‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يتلفظها‭ ‬إلا‭ ‬جاهل‭ ‬ظنًّا‭ ‬منه‭ ‬أنه‭ ‬سيلقى‭ ‬التأييد‭ ‬والتصفيق،‭ ‬ليفأجأ‭ ‬أن‭ ‬سكين‭ ‬التطاول‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬نحرت‭ ‬عنقه‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬الإدانات‭ ‬قد‭ ‬انهمرت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬المسار‭ ‬ذاته،‭ ‬فإني‭ ‬أحسب‭ ‬أن‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر‭ ‬أراد‭ ‬امتحان‭ ‬مدى‭ ‬صلابة‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬التفافه‭ ‬حول‭ ‬راية‭ ‬قيادته‭ ‬الحكيمة،‭ ‬ليكتشف‭ ‬بعد‭ ‬سويعات‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬بيانه‭ ‬الشاذ‭ ‬أنه‭ ‬حاول‭ ‬العبث‭ ‬مع‭ ‬الشخص‭/ ‬الجهة‭ ‬الخطأ،‭ ‬لينقلب‭ ‬السحر‭ ‬على‭ ‬الساحر،‭ ‬فيأتيه‭ ‬السخط‭ ‬الشعبي‭ ‬العارم‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬أقواله‭ ‬ونواياه‭ ‬الشيطانية‭. ‬

‭ ‬الأكيد‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬الشخصين‭ ‬حاولا‭ ‬استمالة‭ ‬بعض‭ ‬الممجوجين‭ ‬طائفيًّا‭ ‬وسياسيًّا‭ ‬لصفيهما‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬تداعيات‭ ‬أحداث‭ ‬2011‭ ‬المؤسفة‭ ‬والمؤلمة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬أوعى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تمرّر‭ ‬عليه‭ ‬صفقات‭ ‬مدمرة‭ ‬هدفها‭ ‬ضرب‭ ‬الوحدة‭ ‬والنسيج‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬الجندي‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬سيقف‭ ‬بالمرصاد‭ ‬لكل‭ ‬محاولات‭ ‬اللعب‭ ‬على‭ ‬وتر‭ ‬الاستغلال‭ ‬السياسي‭ ‬والطائفي‭ ‬والنيل‭ ‬من‭ ‬استقرار‭ ‬أراضيه‭ ‬وسلمه‭ ‬الأهلي‭.‬

رسالة‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬كانت‭ ‬واضحة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬بسنته‭ ‬وشيعته‭ ‬وقيادته‭ ‬الحكيمة‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬خط‭ ‬أحمر،‭ ‬ولا‭ ‬مساومة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المبادئ‭ ‬الراسخة‭ ‬مهما‭ ‬حيينا‭.‬