تحية إجلال لوزارة التربية

| عباس العمران

كم‭ ‬شعرتُ‭ ‬بفرح‭ ‬وسرور‭ ‬كبيرين‭ ‬عندما‭ ‬طالعتُ‭ ‬خبر‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬عزمها‭ ‬الاستعانة‭ ‬بمعلمين‭ ‬ومعلمات‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬أدام‭ ‬الله‭ ‬عزها،‭ ‬لتغطية‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬التدريس‭ ‬جراء‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬الأخير‭.‬

جميعنا‭ ‬يعرفُ‭ ‬مدى‭ ‬كفاءة‭ ‬الكادر‭ ‬البشري‭ ‬السعودي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬وما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬طاقات‭ ‬مخلصة‭ ‬وجادة،‭ ‬ولا‭ ‬أجدني‭ ‬أبوحُ‭ ‬سراً‭ ‬عندما‭ ‬أذكرُ‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬الجامعات‭ ‬السعودية‭ ‬اليوم‭ ‬باتت‭ ‬تتصدر‭ ‬المراكز‭ ‬الأولى‭ ‬عالمياً‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬وهذا‭ ‬أمرٌ‭ ‬بات‭ ‬واضحاً‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعة‭ ‬حركة‭ ‬التأليف‭ ‬والأبحاث‭ ‬في‭ ‬منطقتنا،‭ ‬حيثُ‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يخلو‭ ‬مؤتمر‭ ‬عالمي‭ ‬أو‭ ‬إقليمي‭ ‬من‭ ‬مشاركة‭ ‬علمية‭ ‬أو‭ ‬أدبية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬المشاركات‭ ‬من‭ ‬كفاءة‭ ‬علمية‭ ‬وعملية‭ ‬عالية‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭.‬

لا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬استقدام‭ ‬غير‭ ‬الخليجي‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬مؤسساتنا،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نملكُ‭ ‬فيه‭ ‬طاقات‭ ‬بحرينية‭ ‬وخليجية‭ ‬مؤهلة‭ ‬وخريجي‭ ‬جامعات‭ ‬عريقة‭ ‬وذات‭ ‬اعتراف‭ ‬دولي‭. ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬المعمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬الأعمال‭ ‬بمجلس‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬هو‭ ‬مساواة‭ ‬الخليجي‭ ‬بمواطني‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والفرص‭ ‬الوظيفية‭ ‬وتفضيله‭ ‬على‭ ‬الوافد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تعذر‭ ‬وجود‭ ‬المواطن‭ ‬للوظيفة‭.‬

هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬ستتأتى‭ ‬لنا‭ ‬بتطبيق‭ ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬النقاط‭ ‬أننا‭ ‬نشترك‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشتركات‭ ‬المهمة‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭.. ‬من‭ ‬بينها‭ ‬اللهجة‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والقيم‭ ‬والتاريخ‭ ‬وهي‭ ‬عناصر‭ ‬لعمري‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬التدريس‭.‬

وسيصبُ‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬بالمملكة‭ ‬وسيسهمُ‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬الخبرات‭ ‬وتبادل‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬بين‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬وستكون‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أيضاً‭ ‬مجسدة‭ ‬لمبادئ‭ ‬الأخوة‭ ‬ومعززة‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬المملكتين‭ ‬الضاربة‭ ‬في‭ ‬جذور‭ ‬التاريخ،‭ ‬وتقديرا‭ ‬منا‭ ‬لدور‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬وقوفها‭ ‬ودعمها‭ ‬الدائم‭ ‬لمملكتنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬والظروف‭.‬

تحية‭ ‬إجلال‭ ‬وتقدير‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬ونرجو‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬كل‭ ‬التخصصات‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬خطة‭ ‬لإحلال‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬والخليجية‭ ‬محل‭ ‬الوافدين‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬التدريس‭ ‬وفق‭ ‬خطة‭ ‬زمنية‭ ‬دقيقة‭.‬