سوالف

“انمسحوا”‭ ‬مثل‭ ‬السطور‭ ‬عندما‭ ‬أساء‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر‭ ‬للبحرين

| أسامة الماجد

كتاب‭ ‬ونشطاء‭ ‬اجتماعيون‭ ‬ومغردون‭ ‬وغيرهم‭ ‬أقاموا‭ ‬الدنيا‭  ‬في‭ ‬قضية‭ ‬المستشار‭ ‬المصري‭ ‬ذي‭ ‬الحس‭ ‬الطائفي‭ ‬ونحن‭ ‬معهم‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬الطائفية‭ ‬وتهديد‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي‭ ‬كعادة‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬لكن‭ ‬هؤلاء‭ ‬اختفوا‭ ‬وكأن‭ ‬الموت‭ ‬غيبهم‭ ‬عندما‭ ‬تطاول‭ ‬المخبول‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها،‭ ‬سبحان‭ ‬الله‭ ‬فجأة‭ ‬أصبحوا‭ ‬خارج‭ ‬الزمن‭ ‬وخارج‭ ‬الوعي‭ ‬وفقدوا‭ ‬صلتهم‭ ‬بجوهر‭ ‬الأشياء‭ ‬والكائنات‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬فيهم‭ ‬أحاسيس،‭ ‬وذكرونا‭ ‬بثنائية‭ ‬الوجود‭ ‬والعدم‭ ‬للفيلسوف‭ ‬جان‭ ‬بول‭ ‬سارتر‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الرعب‭ ‬الحقيقي‭ ‬والعشبة‭ ‬المشتعلة‭.‬

أين‭ ‬هي‭ ‬البيانات‭ ‬واحتجاجات‭ ‬الرفض‭ ‬والتحدث‭ ‬عن‭ ‬الوطنية‭ ‬والسلم‭ ‬الأهلي‭ ‬وأركانه‭ ‬وأسواره‭ ‬والأصوات‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬لنبذ‭ ‬الطائفية‭ ‬وأنغامها‭ ‬النشاز‭ ‬ورفضها‭ ‬القاطع‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي‭ ‬واللحمة‭ ‬الوطنية،‭ ‬أقلام‭ ‬وشخصيات‭ ‬وحسابات‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أدانت‭ ‬المستشار‭ ‬وحسه‭ ‬الطائفي‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬نفسه،‭ ‬لكنها‭ ‬مسحت‭ ‬مثل‭ ‬السطور‭ ‬عندما‭ ‬جاءت‭ ‬الإساءة‭ ‬من‭ ‬الطائفي‭ ‬المخبول‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر‭ ‬الذي‭ ‬تطاول‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤوننا‭ ‬الداخلية،‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬لماذا‭ ‬يلح‭ ‬عقلي‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التفاصيل‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬السبب‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬منع‭ ‬تلك‭ ‬الأصوات‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬في‭ ‬الضوء‭ ‬وإعلان‭ ‬موقفها‭ ‬الرافض‭ ‬لثرثرة‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر‭ ‬وتسجيل‭ ‬موقف‭ ‬وطني‭ ‬وكل‭ ‬الأبواب‭ ‬والدروب‭ ‬مفتوحة‭.‬

من‭ ‬يرفض‭ ‬الحس‭ ‬الطائفي‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يرفض‭ ‬الإساءة‭ ‬للبحرين‭ ‬والتطاول‭ ‬على‭ ‬قيادتها‭ ‬حفظها‭ ‬الله‭ ‬ورعاها،‭ ‬ومن‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يعبر‭ ‬بوضوح‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬طائفية‭ ‬يستنشقها‭ ‬مستشار‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬جنسيته‭ ‬أو‭ ‬ملته،‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬بالمثل‭ ‬مع‭ ‬رجل‭ ‬دين‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬كان،‭ ‬فالقضية‭ ‬ليست‭ ‬مشروعا‭ ‬تجاريا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دراسات‭ ‬وتأويل‭ ‬أو‭ ‬ألوان‭ ‬زخرفة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالذوق،‭ ‬إنما‭ ‬وطن‭ ‬وقيادة‭ ‬يتعرضان‭ ‬إلى‭ ‬الإساءة‭ ‬عمدا‭ ‬من‭ ‬عميل‭ ‬إيراني‭ ‬معاد‭ ‬للبحرين‭ ‬وشعبها،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬موقفا‭ ‬واضحا‭ ‬وطريقا‭ ‬واحدا‭ ‬وتوقيعا‭ ‬واحدا‭ ‬وليس‭ ‬ترنيمات‭ ‬تردد‭ ‬وأعذار‭ ‬ومخدة‭ ‬النوم‭.‬

هذا‭ ‬الصمت‭ ‬يذكرني‭ ‬بالأقلام‭ ‬والأصوات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬ترفع‭ ‬رأسها‭ ‬لترى‭ ‬إنجازات‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات،‭ ‬لتتحاشى‭ ‬الكتابة‭ ‬عنها‭ ‬عمدا،‭ ‬أقلام‭ ‬تتهرب‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬أي‭ ‬منجز‭ ‬وطني‭.‬