فجر جديد

البحرين‭ ‬وإيران‭ ‬الفارسية

| إبراهيم النهام

أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أخيرًا،‭ ‬أن‭ ‬451‭ ‬شخصًا‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬بدل‭ ‬حبسهم‭.‬

هذا‭ ‬النجاح،‭ ‬تواكب‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬السامي‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬بتثبيت‭ ‬جنسية‭ ‬551‭ ‬محكوما‭ ‬بقضايا‭ ‬إرهابية‭ ‬وما‭ ‬في‭ ‬حكمها،‭ ‬بفرصة‭ ‬أعادت‭ ‬الحياة‭ ‬للأجساد‭ ‬الميتة،‭ ‬ببدايات‭ ‬جديدة،‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬هراء‭ ‬الأجنبي،‭ ‬وتجار‭ ‬الكلمة‭ ‬والموقف‭.‬

هذه‭ ‬المواقف‭ ‬المقدرة‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬والتي‭ ‬تُرسخ‭ ‬بنجاح‭ ‬مفاهيم‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬واحتضان‭ ‬أبناء‭ ‬البلد،‭ ‬ممن‭ ‬أخطأوا‭ ‬بحقه،‭ ‬وأدموه،‭ ‬تُحمّل‭ ‬‭- ‬في‭ ‬المقابل‭ - ‬الأسرة،‭ ‬والجهات‭ ‬الأهلية‭ ‬والدينية‭ ‬والمدنية،‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬الكاملة،‭ ‬تجاه‭ ‬الشباب،‭ ‬وسلوكياتهم،‭ ‬وممارساتهم،‭ ‬وأفكارهم،‭ ‬كيف‭ ‬يوجهونها،‭ ‬ولماذا،‭ ‬ولأجل‭ ‬من؟

الدولة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ومنذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬الأول،‭ ‬عُرفت‭ - ‬ولا‭ ‬تزال‭ - ‬بموطن‭ ‬التعايش،‭ ‬واحتضان‭ ‬الأديان‭ ‬والطوائف‭ ‬والمذاهب،‭ ‬بمزيج‭ ‬رائع‭ ‬سبقت‭ ‬به‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتخطتهم،‭ ‬وهو‭ ‬مزيج‭ ‬أنجحه‭ ‬بالأساس،‭ ‬سلالة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام،‭ ‬بجعل‭ ‬البحرين،‭ ‬واحة‭ ‬خصبة،‭ ‬ينعم‭ ‬فيها‭ ‬الجميع‭ ‬بأمن،‭ ‬وأمان،‭ ‬وتعايش‭.‬

هذا‭ ‬الواقع‭ ‬الجميل،‭ ‬يواجه‭ ‬بشناعة،‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬الفارسية،‭ ‬ومن‭ ‬أذنابها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وفي‭ ‬العمق‭ ‬البحريني‭ ‬نفسه،‭ ‬بحرب‭ ‬ضروس‭ ‬أدمت‭ ‬ما‭ ‬أدمت،‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬وليس‭ ‬الإيرانيين،‭ ‬وليس‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬زُرع‭ ‬مكرًا‭ ‬في‭ ‬قناعات‭ ‬هؤلاء‭ ‬الضحايا،‭ ‬بأن‭ ‬التغيير‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬بالقوة،‭ ‬وبالسلاح،‭ ‬أي‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬السلاح‭.‬

كل‭ ‬المحطات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬مررنا‭ ‬بها،‭ ‬وبالأخص‭ ‬في‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين،‭ ‬أثبتت‭ ‬تعنت‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬وضعهم،‭ ‬وفي‭ ‬إصلاح‭ ‬أفكارهم‭ ‬المنحرفة،‭ ‬والضالة،‭ ‬يقابلها‭ - ‬بشكل‭ ‬مغاير‭ - ‬تسامح‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬الحكم،‭ ‬ومن‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع‭ ‬نفسه‭.‬

هذا‭ ‬التسامح‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُنظر‭ ‬له‭ ‬اليوم،‭ ‬بشكل‭ ‬واقعي،‭ ‬ومُقدر،‭ ‬يغير‭ ‬بمفاهيمه‭ ‬الأفكار‭ ‬الهدامة؛‭ ‬لأن‭ ‬القيادة‭ ‬والوطن‭ ‬وعروبته‭ ‬ووحدة‭ ‬ترابه،‭ ‬خط‭ ‬أحمر،‭ ‬لا‭ ‬نقاش‭ ‬فيه،‭ ‬ولا‭ ‬مساومة‭ ‬عليه،‭ ‬ودونه‭ ‬الأرواح،‭ ‬وسنظل‭ ‬كذلك‭ ‬دومًا‭.‬