لمحات

الطائفية المقيتة

| د.علي الصايغ

أثبتت‭ ‬تبعات‭ ‬الشجار‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬لغرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬متانة‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمعي‭ ‬البحريني،‭ ‬والإيمان‭ ‬المطلق‭ ‬بضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وعدم‭ ‬الانسياق‭ ‬وراء‭ ‬الطائفية‭ ‬المقيتة،‭ ‬مؤكدين‭ ‬دائماً‭ ‬أننا‭ ‬جسد‭ ‬واحد‭ ‬إذا‭ ‬اشتكى‭ ‬منه‭ ‬عضو‭ ‬تداعى‭ ‬له‭ ‬سائر‭ ‬الجسد‭ ‬بالسهر‭ ‬والحمى،‭ ‬وأن‭ ‬أية‭ ‬محاولة‭ ‬للمساس‭ ‬بهذا‭ ‬النسيج‭ ‬القوي‭ ‬المتكامل‭ ‬عصية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬العبث‭ ‬في‭ ‬متانة‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬مختلف‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬عرف‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الأزل‭ ‬بطيبته‭ ‬وحسن‭ ‬خلقه‭ ‬وتعايشه‭ ‬السلمي‭ ‬وتواده‭ ‬وتراحمه‭ ‬وترابط‭ ‬أبناء‭ ‬مجتمعه‭ ‬كنموذج‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭.‬

هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬قد‭ ‬تجرنا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬واجبنا‭ ‬تجاه‭ ‬قدرات‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬وإمكانياتهم‭ ‬التي‭ ‬تخولهم‭ ‬اعتلاء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬المهنية‭ ‬والإدارية‭ ‬والاستشارية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الميادين،‭ ‬وتجرنا‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬التساؤل‭ ‬الدائم‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه؛‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يستعان‭ ‬بالكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬بدل‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالأجانب؟‭! ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬والشواغر،‭ ‬بل‭ ‬يتعدى‭ ‬إلى‭ ‬كونه‭ ‬مُشَّكِلاً‭ ‬لظاهرة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬قد‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬الوثوق‭ ‬بالكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬أسباب‭ ‬أخرى‭ ‬نحن‭ ‬متأكدون‭ ‬من‭ ‬سهولة‭ ‬تفنيدها‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬حججها،‭ ‬علماً‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الوظائف‭ ‬المهمة‭ ‬والمتخصصة،‭ ‬تكلف‭ ‬أرباب‭ ‬الأعمال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬إنتاجية‭ ‬بسيطة،‭ ‬وكفاءة‭ ‬محدودة،‭ ‬لا‭ ‬تستحق‭ ‬تكبد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الخسائر‭! ‬

حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬قانون‭ ‬يلزم‭ ‬الجهات‭ ‬الخاصة‭ ‬بأولوية‭ ‬توظيف‭ ‬البحرينيين،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الوطنية،‭ ‬ودعماً‭ ‬للطاقات‭ ‬والكفاءات‭ ‬البحرينية،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يدعم‭ ‬كل‭ ‬رب‭ ‬عمل‭ ‬أبناء‭ ‬وطنه؛‭ ‬فهم‭ ‬الخيار‭ ‬الأفضل‭ ‬والأمثل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬إلا‭ ‬استثناءات‭ ‬بسيطة‭ ‬جداً‭ ‬قد‭ ‬تجبرنا‭ ‬على‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالأجنبي‭.‬