الأمر‭ ‬السامي‭ ‬الملكي‭ ‬بتثبيت‭ ‬الجنسية

| د. عبدالقادر ورسمه

‭ ‬أصدر‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬أمرًا‭ ‬ملكيًّا‭ ‬ساميًا‭ ‬بتثبيت‭ ‬جنسية‭ ‬551‭ ‬محكومًا‭ ‬صدرت‭ ‬بحقهم‭ ‬أحكامًا‭ ‬بإسقاط‭ ‬الجنسية‭ ‬وغيرها‭. ‬وصدر‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي،‭ ‬تطبيقًا‭ ‬للقانون‭ ‬رقم‭ ‬58‭ ‬لسنة‭ ‬2006‭ ‬بشأن‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭. ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬نجد‭ ‬تطبيقًا‭ ‬لمبدأ‭ ‬يمثل‭ ‬أهم‭ ‬مبادئ‭ ‬العقوبة‭ ‬الجنائية‭ ‬وهو‭ ‬مبدأ‭ ‬“الإصلاح”‭ ‬وليس‭ ‬التشفي‭ ‬أو‭ ‬الردع‭. ‬هذا،‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬يهدف‭ ‬لإصلاح‭ ‬من‭ ‬شملهم‭ ‬الأمر‭ ‬وإعادتهم‭ ‬لمجتمعهم‭ ‬بروح‭ ‬جديدة‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬مليء‭ ‬بالمواطنة‭ ‬والمحبة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭. ‬وطن‭ ‬الجميع‭.‬

‭ ‬الأسلوب‭ ‬الملكي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬انتهاجه،‭ ‬كذلك،‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬صيانة‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬العدالة‭ ‬وتطبيق‭ ‬القانون‭. ‬ويتمثل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬مبدأ‭ ‬“فصل‭ ‬السلطات”‭ ‬الذي‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬الدساتير،‭ ‬ولتحقيق‭ ‬الفصل‭ ‬تقوم‭ ‬“السلطة‭ ‬القضائية”‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬استقلال‭ ‬تام‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬من‭ ‬طرف،‭ ‬وتقوم‭ ‬“السلطة‭ ‬التنفيذية”‭ ‬بدورها‭ ‬المنشود‭ ‬وفق‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭. ‬والأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي،‭ ‬بخصوص‭ ‬تثبيت‭ ‬الجنسية،‭ ‬تم‭ ‬وفق‭ ‬السلطات‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ورأس‭ ‬الدولة‭.‬

‭ ‬يمنح‭ ‬القانون‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬السلطات‭ ‬الخاصة‭ ‬بإصدار‭ ‬أوامر‭ ‬ملكية‭ ‬سامية‭ ‬تتعلق‭ ‬بإسقاط‭ ‬أو‭ ‬إعفاء‭ ‬العقوبة‭ ‬أو‭ ‬التبديل‭ ‬أو‭ ‬الإلغاء‭ ‬الكامل‭ ‬أو‭ ‬الجزئي‭ ‬أو‭ ‬غيره‭. ‬وممارسة‭ ‬السلطات،‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬القضاء‭ ‬أو‭ ‬تعديل‭ ‬القرارات‭ ‬القضائية،‭ ‬بل‭ ‬تعني‭ ‬صيانة‭ ‬القرار‭ ‬القضائي‭ ‬واحترامه‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الرحمة‭ ‬والشفقة‭ ‬والأبوة،‭ ‬يتم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬أمر‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭. ‬ونرى،‭ ‬أيضًا،‭ ‬تطبيقًا‭ ‬لمبدأ‭ ‬“الفحص‭ ‬والموازنة”‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬تطبيق‭ ‬السلطات‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬متداخلة‭ ‬بين‭ ‬السلطات‭ ‬القضائية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬والتشريعية‭. ‬وعبر‭ ‬هذا‭ ‬الفحص‭ ‬ثم‭ ‬الموازنة‭ ‬تسير‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬اتساق‭ ‬تام‭ ‬وتمازج‭ ‬“هارموني”‭ ‬يظلل‭ ‬البلاد‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬وروح‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬والعدالة‭ ‬للجميع‭. ‬والأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي،‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬للسير‭ ‬بالبحرين‭ ‬نحو‭ ‬العدالة‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬يسع‭ ‬الجميع‭.‬