شيعة البحرين وسنتها وكلمة وزير الخارجية

| عادل عيسى المرزوق

في‭ ‬بعض‭ ‬الأحايين‭ ‬نتفاجأ‭ ‬بأمر‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬حدث‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬فعل‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬لنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬والأسف،‭ ‬لكن‭ ‬سبحان‭ ‬الله،‭ ‬فبعض‭ ‬تلك‭ ‬المفاجآت،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬مؤلمة‭ ‬وتسبب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬المختلفة،‭ ‬نجد‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يمسح‭ ‬الحزن‭ ‬والأسف‭ ‬ويحل‭ ‬محلهما‭ ‬الود‭ ‬والمحبة،‭ ‬فالكثير‭ ‬منا‭ ‬تابع‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬في‭ ‬يده‭.. ‬أي‭ ‬في‭ ‬جهازه‭ ‬النقال،‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬حديث‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬شمالها‭ ‬إلى‭ ‬جنوبها‭ ‬ومن‭ ‬شرقها‭ ‬إلى‭ ‬غربها‭ ‬حينما‭ ‬تجاوز‭ ‬الدخيل‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬عمومية‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬ليثير‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الغضب‭ ‬والحزن،‭ ‬لتتبدل‭ ‬تلك‭ ‬المشاعر‭ ‬بنسيج‭ ‬قوي‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬التكاتف‭ ‬والتعاضد‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬ليقف‭ ‬الجميع‭ ‬وقفة‭ ‬رفض‭ ‬بقلب‭ ‬واحد‭ ‬وروح‭ ‬واحدة‭ ‬لأن‭ ‬الإساءة‭ ‬هي‭ ‬لكل‭ ‬بحريني‭ ‬والتجاوز‭ ‬هو‭ ‬تعدٍ‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬بحريني‭.‬

قيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬نتعلم‭ ‬منها‭ ‬معنى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬فجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬يقدم‭ ‬لنا‭ ‬أسمى‭ ‬الكلمات‭ ‬والخطابات‭ ‬السامية،‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭ ‬ينعم‭ ‬علينا‭ ‬بمشاعره‭ ‬وأبوته‭ ‬وحنانه‭ ‬وحبه‭ ‬بأعطر‭ ‬دروس‭ ‬المحبة،‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬يبهجنا‭ ‬بتقديم‭ ‬كل‭ ‬العطاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الكريم‭ ‬وأهله‭ ‬الأوفياء‭ ‬الكرام،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الدروس،‭ ‬تتعطر‭ ‬سمات‭ ‬وصفات‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني،‭ ‬وكم‭ ‬هي‭ ‬عظيمة‭ ‬ورائعة‭ ‬عبارة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬التي‭ ‬اختصر‭ ‬فيها‭ ‬ببلاغة‭ ‬وإيجاز‭ ‬وبنظرة‭ ‬رجل‭ ‬له‭ ‬خبرته‭ ‬وحنكته‭ ‬وطيب‭ ‬مشاعره‭ ‬حينما‭ ‬غرد‭ ‬في‭ ‬حسابه‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬بتاريخ‭ ‬26‭ ‬أبريل‭ ‬2019،‭ ‬تلك‭ ‬التغريدة‭ ‬التي‭ ‬اختصرت‭ ‬معنى‭ ‬حائط‭ ‬الصد‭ ‬ومعنى‭ ‬الموقف‭ ‬ومعنى‭ ‬المبدأ‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬قال‭ ‬فيها‭: ‬“من‭ ‬سب‭ ‬شيعة‭ ‬البحرين‭ ‬فقد‭ ‬سب‭ ‬سنتها،‭ ‬وهو‭ ‬دخيل‭ ‬ليس‭ ‬منا‭.. ‬اللهم‭ ‬احفظ‭ ‬البحرين‭ ‬وأهل‭ ‬البحرين”‭.‬

البيت‭ ‬البحريني‭ ‬لا‭ ‬تؤثر‭ ‬فيه‭ ‬الرياح‭ ‬والنوازل‭ ‬وإن‭ ‬عبرت‭ ‬سحابة‭ ‬ثقيلة،‭ ‬فهي‭ ‬تمضى‭ ‬وإن‭ ‬طال‭ ‬وقت‭ ‬مكوثها،‭ ‬لأن‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬ومنذ‭ ‬القدم،‭ ‬يقفون‭ ‬الوقفة‭ ‬المشرفة‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإثارة‭ ‬والعويل‭ ‬ونشر‭ ‬الصدام،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نشر‭ ‬المحبة‭ ‬وإثارة‭ ‬المعاني‭ ‬الطيبة‭ ‬وحماية‭ ‬نسيج‭ ‬الوطن‭.‬