سوالف

اليقظة وحماية الحدود وما تفرضه تطورات الموقف

| أسامة الماجد

من‭ ‬المستحيل‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬صامدا‭ ‬أمام‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬بتصفير‭  ‬نفطه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سيزيد‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬عزل‭ ‬إيران‭ ‬ونظامها‭ ‬الإرهابي‭ ‬دوليا‭ ‬ومسحها‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬وذلها‭ ‬بأشر‭ ‬الهزائم،‭ ‬وهناك‭ ‬يقين‭ ‬بالانتفاضة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يتأهب‭ ‬لها‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬نظامه‭ ‬الإرهابي،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ثرثرة‭ ‬رئيس‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬علي‭ ‬رضا‭ ‬تانجيري‭ ‬بالقول‭ ‬“إن‭ ‬إيران‭ ‬ستغلق‭ ‬المضيق‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬استخدامه‭ ‬لتصدير‭ ‬النفط”‭ ‬فهذه‭ ‬التصريحات‭ ‬لا‭ ‬تعدو‭ ‬كونها‭ ‬تفاعلا‭ ‬مع‭ ‬الهزيمة‭ ‬وبداية‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الوعر‭ ‬الطويل،‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جاهزة‭ ‬لمواجهة‭ ‬احتمالات‭ ‬المستقبل‭ ‬وما‭ ‬تفرضه‭ ‬تطورات‭ ‬الموقف،‭ ‬لأن‭ ‬إحدى‭ ‬أهم‭ ‬القواعد‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬محور‭ ‬التحرك‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬العقوبات‭ ‬الجديدة‭ ‬ووفق‭ ‬المعنى‭ ‬المعروف‭ ‬هي‭ ‬الفوضى‭ ‬والإرهاب‭ ‬ونظرات‭ ‬الحقد‭ ‬على‭ ‬أهل‭ ‬الخليج‭.‬

النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬الترنح‭ ‬تحت‭ ‬أقدام‭ ‬العقوبات‭ ‬سيرى‭ ‬لا‭ ‬محالة‭ ‬أن‭ ‬آخر‭ ‬فرصه‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المساندة‭ ‬من‭ ‬المرتزقة‭ ‬وأعوانه‭ ‬وخفافيش‭ ‬الظلام‭ ‬لنشر‭ ‬الفوضى‭ ‬والتخريب‭ ‬والدفع‭ ‬بقوافل‭ ‬الإرهابيين‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬وهذا‭ ‬يفرض‭ ‬منطقيا‭ ‬حشد‭ ‬كل‭ ‬الطاقات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬واحد‭ ‬وصياغة‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬متكاملة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الخطر‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والعرب‭ ‬جميعا‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬اليقظة‭ ‬وحماية‭ ‬الحدود‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬وعلى‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأهمية،‭ ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬تفرض‭ ‬إطارا‭ ‬معينا‭ ‬من‭ ‬التنسيق‭ ‬والتكامل‭ ‬لمواجهة‭ ‬الموقف،‭ ‬فعندما‭ ‬نتلمس‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬هناك‭ ‬ألف‭ ‬شاهد‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬المنطقة‭ ‬ستكون‭ ‬“مولعة”‭ ‬وربما‭ ‬تليها‭ ‬فصول‭ ‬مخاض‭ ‬للخونة‭ ‬والعملاء‭.‬

ما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬يندرج‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬متغيرات‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية،‭ ‬وهذا‭ ‬يدعونا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬أمننا‭ ‬واستقرارنا‭ ‬وتجنيد‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬والتصدي‭ ‬بحزم‭ ‬لكل‭ ‬محاولات‭ ‬الخيانة‭ ‬والتعاطف‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جماهيره‭ ‬المتناثرة‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬والتي‭ ‬تجيد‭ ‬التلون‭ ‬واختراع‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬شعارات‭ ‬الولاء‭ ‬والحب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬المرجوة‭.‬