فجر جديد

من خرست ألسنتهم

| إبراهيم النهام

كما‭ ‬هي‭ ‬العادة،‭ ‬يخرج‭ ‬لنا‭ (‬بيادق‭) ‬ولي‭ ‬الفقيه‭ ‬الإيراني،‭ ‬ببيانات‭ ‬إثارة‭ ‬وإساءة،‭ ‬تستهدف‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬ومن‭ ‬رموزها‭ ‬وطوائفها،‭ ‬بحالة‭ ‬أقرب‭ ‬لتبادل‭ ‬الأدوار،‭ ‬فساعة‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬العراق،‭ ‬وساعة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الضاحية‭ ‬الجنوبية،‭ ‬فلندن،‭ ‬فالحوثة،‭ ‬وغيرهم‭ ‬وغيرهم،‭ ‬والكُل‭ ‬على‭ ‬شاكلته‭ ‬يقع‭.‬

‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المسخ،‭ ‬التي‭ ‬يعيها‭ ‬البحرينيون‭ ‬فردًا‭ ‬فردًا،‭ ‬تمثل‭ ‬إحدى‭ ‬السياسات‭ ‬الضاغطة‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬العدو‭ ‬الفارسي،‭ ‬منذ‭ ‬سنين‭ ‬عديدة،‭ ‬لتطول‭ ‬بشؤمها‭ ‬وكذبها‭ ‬وتخويفها‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬ومضيق‭ ‬هرمز،‭ ‬والحلفاء،‭ ‬بمحصلة‭ ‬نتائج‭ ‬لا‭ ‬تتخطى‭ ‬الرقم‭ (‬صفر‭).‬

‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬يوجز‭ ‬السياسة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬ويوجز‭ ‬تأثيرها‭ ‬وواقعها،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬تسرده‭ ‬المشاهدات‭ ‬التاريخية‭ ‬نفسها،‭ ‬وليس‭ ‬أنا،‭ ‬التي‭ ‬تصدح‭ ‬بالفم‭ ‬المليان،‭ ‬بأن‭ ‬قادة‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬وبقية‭ ‬الساسة‭ ‬بطهران‭ ‬وقم،‭ ‬هم‭ ‬عباقرة‭ ‬الكذب‭ ‬والخداع،‭ ‬وتجار‭ ‬بيع‭ ‬المواقف،‭ ‬والكلمة‭.‬

‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬خرست‭ ‬ألسن‭ ‬ها‭ ‬هنا،‭ ‬قبالة‭ ‬بيان‭ (‬السطل‭) ‬مقتدى،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تعديه‭ ‬الفج‭ ‬على‭ ‬رمز‭ ‬البلاد،‭ ‬وعلى‭ ‬كرامة‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬يتمرغون‭ ‬هم‭ ‬وأبناؤهم‭ ‬من‭ ‬خيراتها،‭ ‬وهو‭ ‬صمت‭ ‬يُثير‭ ‬علامات‭ ‬الاستفهام،‭ ‬والاستغراب،‭ ‬والاستهجان،‭ ‬والاستفسار‭.‬

هذا‭ ‬الصمت،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬موجودًا‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬قليلة،‭ ‬بواقعة‭ ‬المستشار‭ ‬المصري‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬لأجلها‭ ‬الدنيا‭ ‬ولم‭ ‬تقعد،‭ ‬وسط‭ ‬استهجان‭ ‬مما‭ ‬حدث،‭ ‬كُنت‭ ‬أنا‭ ‬أحدهم،‭ ‬اعتبارًا‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الأهليين،‭ ‬وكرامة‭ ‬الطوائف‭ ‬البحرينية‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭ ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬بأن‭ ‬يُمس‭.‬

‭ ‬ولكن،‭ ‬حين‭ ‬أصدر‭ ‬مقتدى‭ ‬الشؤم‭ ‬بيانه،‭ ‬خرست‭ ‬الألسن‭ ‬فجأة،‭ ‬وصمتت،‭ ‬وتوارت،‭ ‬وانشغل‭ ‬بعض‭ ‬المغردين،‭ ‬والكتاب،‭ ‬والنشطاء‭ ‬بأمور‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭ ‬ليكتبوا‭ ‬عنها،‭ ‬ويثرثروا،‭ ‬بيان‭ ‬مقتدى‭ ‬ليس‭ ‬منها‭ ‬بالتأكيد‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬لها‭ ‬رجالاتها‭ ‬ونساؤها،‭ ‬ممن‭ ‬هم‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يحافظوا‭ ‬ويذودوا‭ ‬ويدافعوا‭ ‬عن‭ ‬عروبتها،‭ ‬واستقلالها،‭ ‬ورمزية‭ ‬قيادتها،‭ ‬وقدسية‭ ‬ترابها‭ ‬الوطني،‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأخيار‭ ‬باقون،‭ ‬ومستمرون‭ ‬بأداء‭ ‬واجبهم،‭ ‬والتاريخ‭ ‬والمواقف‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تشهد‭ ‬لهم‭ ‬بذلك‭.‬