مكانة‭ ‬خاصة

| د. عبدالله الحواج

للكويت‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬جميع‭ ‬البحرينيين،‭ ‬هكذا‭ ‬وصفها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وهكذا‭ ‬يؤكد‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأيام‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬الحميمة‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء‭ ‬ستظل‭ ‬خالدة‭ ‬أبد‭ ‬الدهر،‭ ‬وأن‭ ‬اللقاءات‭ ‬المتصلة،‭ ‬والاتصالات‭ ‬المستمرة‭ ‬تروي‭ ‬ظمأ‭ ‬النفوس‭ ‬المتعطشة‭ ‬إلى‭ ‬لقاء‭ ‬الشقيق،‭ ‬والذود‭ ‬عنه‭ ‬،‭ ‬والاحتفاء‭ ‬به‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬واضحة‭ ‬باجتلاء‭ ‬للأب‭ ‬الرئيس،‭ ‬وهو‭ ‬يلتقي‭ ‬الوفود‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬الحبيبة،‭ ‬على‭ ‬القرب‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬البُعد‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬ضرورية‭ ‬لرفد‭ ‬أواصر‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتجاري،‭ ‬وتأكيد‭ ‬المواقف‭ ‬تجاه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قضايانا‭ ‬الإقليمية‭ ‬نجد‭ ‬الكويت‭ ‬متربعة‭ ‬على‭ ‬عروش‭ ‬أيامنا،‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬ربيع‭ ‬ذكرياتنا،‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة‭ ‬مواقف‭ ‬وطرائف،‭ ‬صولات‭ ‬وجولات،‭ ‬حوارات‭ ‬ومطارحات،‭ ‬أفكار‭ ‬متداولة،‭ ‬وأخرى‭ ‬تستعد‭ ‬للإقلاع‭ ‬من‭ ‬عقل‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬ومن‭ ‬مفترق‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬فرشناه‭ ‬سويًّا‭ ‬بالورد‭ ‬والرياحين‭.‬

هكذا‭ ‬تعيش‭ ‬الكويت‭ ‬داخلنا،‭ ‬وهكذا‭ ‬التقى‭ ‬دائما‭ ‬مع‭ ‬مشاعر‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬عندما‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة‭ ‬بكل‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬التفاني‭ ‬في‭ ‬ردم‭ ‬الفجوات،‭ ‬وتعبيد‭ ‬الدروب‭ ‬والمفترقات،‭ ‬وتأكيد‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬وسلامة‭ ‬الهدف،‭ ‬وحسن‭ ‬المقاصد‭ ‬والمآب‭.‬

إنها‭ ‬طبيعة‭ ‬خلاقة‭ ‬تجسدت‭ ‬أهم‭ ‬ملامحها،‭ ‬وأدق‭ ‬طباعها‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬خاصة‭ ‬جدا‭ ‬بين‭ ‬دولتين‭ ‬شقيقتين‭ ‬تمكنتا‭ ‬من‭ ‬توحيد‭ ‬الصفوف‭ ‬وترسيم‭ ‬القرارات‭ ‬ومواجهة‭ ‬الأوضاع‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬الخالدة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬بنقاء‭ ‬سريرة،‭ ‬وصفاء‭ ‬نية،‭ ‬ورجاحة‭ ‬عقل‭.‬

لقد‭ ‬كنت‭ ‬سعيد‭ ‬الحظ‭ ‬عندما‭ ‬رافقت‭ ‬سمو‭ ‬الرئيس‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬زياراته‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام،‭ ‬وأستطيع‭ ‬القول‭ ‬إننى‭ ‬تلمست‭ ‬من‭ ‬حفاوة‭ ‬الاستقبال‭ ‬وكرم‭ ‬الوفادة،‭ ‬وتطابق‭ ‬المواقف‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬وقادة‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الأمير‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬بالتوازي‭ ‬من‭ ‬قمة‭ ‬وقاعدة‭ ‬الهرم‭ ‬البنيوي‭ ‬بين‭ ‬الشقيقتين،‭ ‬لابد‭ ‬لها‭ ‬وأن‭ ‬تتمتع‭ ‬بتلك‭ ‬الخصوصية‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بها،‭ ‬بل‭ ‬ولابد‭ ‬وأن‭ ‬تجسدها‭ ‬خطى‭ ‬متجذرة‭ ‬في‭ ‬تربة‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬نحو‭ ‬غد‭ ‬أجمل،‭ ‬وواقع‭ ‬أفضل،‭ ‬وأمة‭ ‬تسعى‭ ‬دائما‭ ‬للسلام،‭ ‬وأي‭ ‬سلام‭.‬

إن‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض،‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية،‭ ‬والمواقف‭ ‬المتبادلة،‭ ‬والصفوف‭ ‬المتراصة،‭ ‬إنها‭ ‬وشائج‭ ‬قربى،‭ ‬وبشائر‭ ‬خير،‭ ‬وصفات‭ ‬يتحلى‭ ‬بها‭ ‬النبلاء‭ ‬عندما‭ ‬تشاء‭ ‬الأقدار‭ ‬وعندما‭ ‬نلتقي‭ ‬حيث‭ ‬نشاء‭.‬