من جديد

إنسانيتك‭ ‬أولا

| د. سمر الأبيوكي

لطالما‭ ‬راهنت‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬الإنسانية،‭ ‬فهي‭ ‬الرابح‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجولات،‭ ‬فمهما‭ ‬بلغ‭ ‬المرء‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وبأس‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لإنسانيته‭ ‬وقع‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬شخصيته،‭ ‬وقد‭ ‬بحثت‭ ‬في‭ ‬سير‭ ‬العظماء‭ ‬ومنهم‭ ‬سيد‭ ‬الخلق‭ ‬محمد‭ ‬الذي‭ ‬أجده‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬مثال‭ ‬للاحتذاء‭ ‬به‭ ‬وبإنسانيته‭ ‬دوما‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬مثالا‭ ‬في‭ ‬حسن‭ ‬الخلق‭ ‬والشعور‭ ‬بالآخر‭ ‬ورفض‭ ‬مرارا‭ ‬أن‭ ‬يدعو‭ ‬ربه‭ ‬بما‭ ‬قد‭ ‬يسيء‭ ‬لأعدائه‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بالاستجابة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬فكان‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬أفضل‭ ‬الخلق‭ ‬خلقا‭ ‬وحلما‭ ‬وكرما‭ ‬وتأثرا‭.‬

وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬فبعض‭ ‬عظماء‭ ‬التاريخ‭ ‬كما‭ ‬يشار‭ ‬لطخت‭ ‬أيديهم‭ ‬بدماء‭ ‬الأبرياء‭ ‬فوقعوا‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬نصبوه‭ ‬لأنفسهم‭ ‬دون‭ ‬دراية‭ ‬فوهم‭ ‬الانتصار‭ ‬لا‭ ‬طعم‭ ‬له‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬سببا‭ ‬فيها‭ ‬ولا‭ ‬خسارة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬خسارة‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭.‬

هكذا‭ ‬هم‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬التفاوت‭ ‬في‭ ‬أخلاقهم‭ ‬وإنسانيتهم،‭ ‬لكنني‭ ‬لمحت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أصيل‭ ‬قوي‭ ‬ذي‭ ‬بطش‭ ‬وسلطة‭ ‬إنسانية‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن‭ ‬وعجبت‭ ‬من‭ ‬صغار‭ ‬النفوس‭ ‬ممن‭ ‬سلك‭ ‬طريق‭ ‬الأذى‭ ‬والمكيدة‭ ‬لغيرهم‭ ‬أو‭ ‬غرتهم‭ ‬دنياهم‭ ‬بما‭ ‬ملكوا،‭ ‬فما‭ ‬استقامت‭ ‬حياتهم‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬خيل‭ ‬لهم‭ ‬ذلك‭.‬

ومضة

تحية‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬عاش‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬بسلام،‭ ‬اجتاز‭ ‬الرحلة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يسبب‭ ‬أوجاعا‭ ‬لغيره،‭ ‬صبر‭ ‬على‭ ‬مبتغاه،‭ ‬علم‭ ‬أصل‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬ليعمرها‭ ‬ويعبد‭ ‬الخالق‭... ‬سلام‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬رحلوا‭ ‬وسلام‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬بقوا‭ ‬بطيب‭ ‬أثرهم‭ ‬وحسن‭ ‬سمعتهم،‭ ‬سلام‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬ابتغى‭ ‬الخلق‭ ‬نعم‭ ‬الحياة‭ ‬ورغم‭ ‬العيش‭ ‬وكف‭ ‬الناس‭ ‬شر‭ ‬لسانه‭ ‬ويده‭.‬