ريشة في الهواء

المواجهة قادمة ورصيد الشعوب

| أحمد جمعة

العد‭ ‬التنازلي‭ ‬بدأ‭ ‬ليوم‭ ‬2‭ ‬مايو‭ ‬موعد‭ ‬تطبيق‭ ‬كامل‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬بتصفير‭ ‬تصدير‭ ‬النفط‭ ‬الإيراني‭ ‬بعد‭ ‬إلغاء‭ ‬الاستثناءات‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬كالصين‭ ‬واليابان،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬توقيع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬يبدأ‭ ‬سريانه‭ ‬بالثاني‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬القادم‭ ‬فالمتوقع‭ ‬خنق‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬القرار‭ ‬بمثابة‭ ‬حرب‭ ‬عليها‭ ‬وهددت‭ ‬بإغلاق‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز،‭ ‬فيما‭ ‬بدأت‭ ‬أميركا‭ ‬إرسال‭ ‬البوارج‭ ‬الحربية‭ ‬وحاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬مع‭ ‬إطلاق‭ ‬حزمة‭ ‬تهديدات‭ ‬لإيران‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬للملاحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بهذا‭ ‬التصعيد‭ ‬تصبح‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬وتيرة‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬وتكاد‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬كف‭ ‬عفريت‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬طبق‭ ‬سيناريو‭ ‬منع‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬تصدير‭ ‬نفطها‭ ‬وهي‭ ‬عقوبات‭ ‬تستحقها‭ ‬بسبب‭ ‬تنمرها‭ ‬وغطرستها‭ ‬وفوضويتها‭ ‬وخروجها‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬السؤال‭ ‬ماذا‭ ‬ستفعل‭ ‬إيران‭ ‬وكيف‭ ‬ستواجه‭ ‬المنطقة‭ ‬المرحلة‭ ‬التالية؟

ما‭ ‬يعنينا‭ ‬نحن‭ ‬شعوب‭ ‬ودول‭ ‬المنطقة‭ ‬مصلحتنا‭ ‬المتمثلة‭ ‬بأمننا‭ ‬القومي‭ ‬ومستقبل‭ ‬دولنا‭ ‬وشعوبنا‭ ‬وحماية‭ ‬ثرواتنا،‭ ‬لكن‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬أمننا‭ ‬واستقرارنا‭ ‬وبدونهما‭ ‬لا‭ ‬مستقبل‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬لهذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬حزام‭ ‬أمني‭ ‬يجمع‭ ‬ويحمي‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وتلاحم‭ ‬الشعوب‭ ‬مع‭ ‬القيادات‭ ‬وحماية‭ ‬الجبهات‭ ‬الداخلية‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬اختراقات،‭ ‬فالمنطقة‭ ‬سواء‭ ‬تعرضت‭ ‬لحرب‭ ‬أو‭ ‬مواجهات‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬أمنية‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬تهديدات،‭ ‬خصوصا‭ ‬إذا‭ ‬حوصرت‭ ‬إيران‭ ‬واختنقت،‭ ‬فقد‭ ‬تلجأ‭ ‬لأعمال‭ ‬انتقامية‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬لأنها‭ ‬لن‭ ‬تجرؤ‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬ترسانة‭ ‬أميركا‭ ‬وبالتالي‭ ‬ستسكب‭ ‬حقدها‭ ‬وغضبها‭ ‬على‭ ‬دولنا‭ ‬وشعوبنا،‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬التماسك‭ ‬والتلاحم‭ ‬بجبهة‭ ‬خليجية‭ ‬قوية‭ ‬ومعها‭ ‬حزام‭ ‬عربي‭ ‬كمصر‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬صديقة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬استفادت‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وحان‭ ‬الوقت‭ ‬لرد‭ ‬الجميل‭.‬

الوضع‭ ‬باختصار‭ ‬متوتر‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يتحين‭ ‬الفرصة‭ ‬من‭ ‬الطامعين‭ ‬والمتربصين‭ ‬وطوابير‭ ‬إيران‭ ‬بالداخل‭ ‬الخليجي‭ ‬ليلعبوا‭ ‬دور‭ ‬حصان‭ ‬طروادة‭ ‬لصالح‭ ‬نظام‭ ‬إيران،‭ ‬فعلينا‭ ‬اليقظة‭ ‬والحذر‭ ‬ومراقبة‭ ‬كل‭ ‬شاردة‭ ‬وواردة‭ ‬لأن‭ ‬الطابور‭ ‬الخامس‭ ‬بصراحة‭ ‬موجود‭ ‬وينتظر‭ ‬إشارة‭ ‬الملالي،‭ ‬لهذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أقصى‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬نسمح‭ ‬بالوقت‭ ‬الراهن‭ ‬بالاستهتار‭ ‬بالأمن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الدقيق‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬المنطقة‭. ‬لابد‭ ‬من‭ ‬رصد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حولنا‭ ‬والانتباه‭ ‬للخيوط‭ ‬السرية‭ ‬والخلايا‭ ‬النائمة‭ ‬والحذر‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬المتربصين‭ ‬الذين‭ ‬بوقت‭ ‬السلم‭ ‬يختبئون‭ ‬وبوقت‭ ‬الأزمات‭ ‬ينتفضون‭ ‬كالجراد،‭ ‬وأخيراً‭ ‬اعتمدوا‭ ‬على‭ ‬الشعوب‭ ‬لأنها‭ ‬رصيد‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬الأوطان،‭ ‬وحدها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مصالح‭ ‬سوى‭ ‬حماية‭ ‬الوطن‭.‬

 

تنويرة‭:

 ‬أغلبنا‭ ‬يقتبس‭ ‬الأخطاء‭ ‬لأنها‭ ‬الأسهل‭.‬