دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس

| عبدعلي الغسرة

يحتل‭ ‬دمج‭ ‬الطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬باعتبار‭ ‬ذلك‭ ‬ضرورة‭ ‬تربوية‭ ‬وتعليمية‭ ‬وإنسانية،‭ ‬فالعِلم‭ ‬والتعلم‭ ‬حقٌ‭ ‬للجميع‭ ‬للأسوياء‭ ‬وغيرهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وحققت‭ ‬تجربة‭ ‬دمج‭ ‬الطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬البحرينية‭ ‬منذُ‭ ‬بدايتها‭ ‬في‭ (‬2010م‭ ‬ـ‭ ‬2011م‭) ‬نجاحًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بفضل‭ ‬توجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬وجهود‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وقيادتها‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬عناصر‭ ‬البيئة‭ ‬المدرسية‭ ‬الملائمة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الطلبة،‭ ‬ووصلت‭ ‬أعداد‭ ‬مدارس‭ ‬الدمج‭ ‬إلى‭ (‬81‭) ‬مدرسة‭ ‬للعام‭ ‬الحالي‭ ‬بمختلف‭ ‬محافظات‭ ‬المملكة‭.‬

وسيتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الإعدادية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حصول‭ ‬الطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬التربوية‭ ‬والتعليمية‭ ‬لاستكمال‭ ‬تعليمهم،‭ ‬ومن‭ ‬جميع‭ ‬الفئات‭ (‬التوحد،‭ ‬الذهنية،‭ ‬متلازمة‭ ‬داون،‭ ‬الصم‭ ‬والبصرية‭ ‬والسمعية‭ ‬والجسدية،‭ ‬وذوي‭ ‬صعوبات‭ ‬التعلم‭ ‬وبطء‭ ‬التعلم،‭ ‬بجانب‭ ‬مرضى‭ ‬السكلر‭ ‬والسرطان‭). ‬وقد‭ ‬شيدت‭ ‬الوزارة‭ ‬صفوفا‭ ‬خاصة‭ ‬لهم‭ ‬وبكادر‭ ‬تعليمي‭ ‬مؤهل‭ ‬وأجهزة‭ ‬ومستلزمات‭ ‬تربوية‭ ‬تقنية‭ ‬كالسبورة‭ ‬الذكية‭ ‬والحواسيب،‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬برنامج‭ ‬لتطوير‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬واللغوي‭ ‬باستخدام‭ ‬الصور،‭ ‬وبرنامج‭ ‬تعزيز‭ ‬السلوكيات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الإيجابية،‭ ‬وبرنامج‭ ‬تنظيم‭ ‬الوقت،‭ ‬وبرنامج‭ ‬التخاطب‭ ‬الهادف‭.‬

وتكفل‭ ‬المملكة‭ ‬التعليم‭ ‬للجميع‭ ‬بدون‭ ‬استثناء‭ ‬وفقًا‭ ‬للمادة‭ (‬7‭/ ‬أ‭) ‬من‭ ‬الدستور،‭ ‬وبالمجان‭ ‬وفقًا‭ ‬للمادة‭ (‬2‭) ‬و‭(‬5‭/ ‬البند‭ ‬1‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬التعليم‭ ‬رقم‭ (‬27‭) ‬لسنة‭ ‬2005م،‭ ‬والتعليم‭ ‬إلزامي‭ ‬في‭ ‬مراحله‭ ‬الأولى‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬المادة‭ (‬1‭) ‬من‭ ‬القانون،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬سنتها‭ ‬المملكة‭ ‬لرعاية‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬والاهتمام‭ ‬بتعليمه‭ ‬كونه‭ ‬ثروة‭ ‬وطنية‭ ‬غالية‭.‬

ويأتي‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بالطلبة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬لتحقيق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأهداف،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تحقيق‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬للتعليم‭ ‬لجميع‭ ‬طلبة‭ ‬البحرين‭ ‬بدون‭ ‬استثناء،‭ ‬وعدم‭ ‬التفريق‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬الطلبة‭ ‬الأسوياء‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬التربوي‭ ‬والتعليمي‭ ‬الخاص‭ ‬بهم،‭ ‬وتنمية‭ ‬شعورهم‭ ‬بالتفاعل‭ ‬المتواصل‭ ‬مع‭ ‬أقرانهم‭ ‬الطلبة‭ ‬العاديين‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬والمدرسة‭ ‬مما‭ ‬يُساهم‭ ‬في‭ ‬انخراطهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العادية،‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬الفوارق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬الأسوياء‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬تربوية‭ ‬وتعليمية‭ ‬ينمو‭ ‬فيها‭ ‬أكاديميًا‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬ونفسيًا،‭ ‬وتنمية‭ ‬زيادة‭ ‬الدافعية‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬نحو‭ ‬التعليم‭ ‬بتكوين‭ ‬علاقات‭ ‬اجتماعية‭ ‬مع‭ ‬الطلبة‭ ‬والأسرة‭ ‬وأفراد‭ ‬المجتمع‭. ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬الثقافي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والتربوي‭ ‬للهيئات‭ ‬الإدارية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والأسرة‭ ‬والمجتمع‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬تربويًا‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬وإنسانيًا‭ ‬لأنهم‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭.‬