ما وراء الحقيقة

مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭... ‬مذهبية‭ ‬الشعوبيين‭ ‬الجدد

| د. طارق آل شيخان الشمري

عندما‭ ‬بدأت‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي،‭ ‬حاول‭ ‬الكسرويون‭ ‬الفرس‭ ‬احتلال‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬عبر‭ ‬أسلوبين‭ ‬قذرين‭ ‬كانا‭ ‬الوقود‭ ‬الدائم‭ ‬لهذه‭ ‬الثورة‭ ‬العرقية‭ ‬الطائفية‭... ‬هذان‭ ‬الأسلوبان‭ ‬أو‭ ‬الطريقتان‭ ‬هما‭ ‬العرقية‭ ‬والمذهبية،‭ ‬فالمذهبية‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬صنم‭ ‬فارس‭ ‬شخص‭ ‬يمثل‭ ‬الرجل‭ ‬الثاني‭ ‬بالمذهب‭ ‬الخميني‭. ‬وهو،‭ ‬حسب‭ ‬آيديولوجيته،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬ولي‭ ‬الخمينيين‭ ‬بل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعتنق‭ ‬الإسلام،‭ ‬وطاعته‭ ‬واجبة‭ ‬وولايته‭ ‬مفروضة‭ ‬على‭ ‬عموم‭ ‬المسلمين،‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬المذهبي‭ ‬الديني‭ ‬لصنم‭ ‬فارس،‭ ‬يستهوي‭ ‬بعض‭ ‬المستعربين‭ ‬الذين‭ ‬يتوقون‭ ‬للسادية‭ ‬الدينية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ينجح‭ ‬برسم‭ ‬صورة‭ ‬دينية‭ ‬قدسية‭ ‬له‭ ‬بينهم،‭ ‬فنرى‭ ‬حسن‭ ‬نصرالله،‭ ‬وسفيه‭ ‬اليمن‭ ‬الحوثي،‭ ‬والمالكي،‭ ‬خير‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ولائهم‭ ‬لصنم‭ ‬فارس‭.‬

هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬إن‭ ‬نجح‭ ‬بنسبة‭ ‬قليلة‭ ‬بين‭ ‬مستعربي‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬مع‭ ‬الطورانيين‭ ‬ومحاولتهم‭ ‬احتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬مذهبيا،‭ ‬بمعاونة‭ ‬طبعا‭ ‬النسخة‭ ‬السنية‭ ‬لحسن‭ ‬نصرالله‭ ‬والحوثي‭ ‬والمالكي‭ ‬والحشد‭ ‬الشعبي،‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬تنظيم‭ ‬الإخوان‭ ‬الخونة،‭ ‬الذين‭ ‬اعتقدوا‭ ‬بغبائهم‭ ‬وخيانتهم‭ ‬أنهم‭ ‬قادرون‭ ‬أن‭ ‬يدخلوا‭ ‬المنافق‭ ‬الطوراني‭ ‬وزمرته‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطبيلهم‭ ‬وتسويقهم‭ ‬لبطولاته‭ ‬الزائفة‭ ‬التي‭ ‬كشفتها‭ ‬الأيام‭ ‬لنا،‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬منصفين،‭ ‬فكما‭ ‬نوجه‭ ‬اتهامنا‭ ‬لعملاء‭ ‬أدانوا‭ ‬بالطاعة‭ ‬صنمهم‭ ‬في‭ ‬فارس،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬أن‭ ‬نوجه‭ ‬اتهامنا‭ ‬لمن‭ ‬أدان‭ ‬بالولاء‭ ‬للمنافق‭ ‬الطوراني،‭ ‬فنحن‭ ‬نتهم‭ ‬خونة‭ ‬وعملاء‭ ‬لا‭ ‬نتهم‭ ‬منتسبي‭ ‬مذهب‭. ‬

والسبب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المذهبية‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬مع‭ ‬الطورانيين،‭ ‬هو‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يقدموا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الاحتلال‭ ‬الطوراني‭ ‬القذر‭ ‬والنتن‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬أي‭ ‬رمز‭ ‬ديني‭ ‬أو‭ ‬فقيه‭ ‬أو‭ ‬عالم‭ ‬متمرس‭ ‬بالدين‭ ‬يشار‭ ‬له‭ ‬بالبنان،‭ ‬ويقود‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬باجتهاداته‭ ‬وفتاويه‭ ‬وأفكاره‭ ‬الإسلامية‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬وسط‭ ‬استهزاء‭ ‬عربي‭ ‬إسلامي‭ ‬بهذه‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬الخلافة،‭ ‬ولم‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬أصلابها‭ ‬عالم‭ ‬أو‭ ‬فقيه‭ ‬إسلامي‭ ‬معروف،‭ ‬متعللين‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬وقت‭ ‬لديهم‭ ‬للفقه‭ ‬بسبب‭ ‬انشغالهم‭ ‬بالحروب،‭ ‬أقصد‭ ‬بتحطيم‭ ‬كل‭ ‬تقدم‭ ‬وإبداع‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭. ‬لهذا،‭ ‬ففاقد‭ ‬الشيء‭ ‬لا‭ ‬يعطيه،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬للطورانيين‭ ‬أن‭ ‬يسوقوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬قادة‭ ‬متفقهون‭ ‬ويحملون‭ ‬نهجا‭ ‬إسلاميا،‭ ‬أسوة‭ ‬بما‭ ‬يدعيه‭ ‬صنمهم‭ ‬وأتباعه،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬استماتة‭ ‬قادة‭ ‬الإخوان‭ ‬في‭ ‬تسويق‭ ‬صورة‭ ‬المنافق‭ ‬الطوراني‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬الزعيم‭ ‬والقائد‭ ‬الجديد‭ ‬للأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بين‭ ‬أوساط‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬متناسين‭ ‬بغباء‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬المسلم‭ ‬كما‭ ‬كشف‭ ‬كهنوتية‭ ‬وشعوذة‭ ‬صنم‭ ‬فارس،‭ ‬يعرف‭ ‬تماما‭ ‬نفاق‭ ‬وكذب‭ ‬وصبيانية‭ ‬زعيمهم‭ ‬هذا‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬