سوالف

قبل‭ ‬رمضان‭... ‬نواب‭ ‬يتوارون‭ ‬عن‭ ‬الأنظار‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬مساعدة‭ ‬الفقراء

| أسامة الماجد

نذكر‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬بأن‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬تنكشف‭ ‬الحقائق‭ ‬وتصبح‭ ‬مثل‭ ‬الكتاب‭ ‬المفتوح،‭ ‬وإذا‭ ‬جاز‭ ‬لبعض‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬يطلقوا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬اسم‭ ‬“فترة‭ ‬اختبار‭ ‬النواب‭ ‬ومرحلة‭ ‬التفوق‭ ‬والتقدم‭ ‬أو‭ ‬الفشل‭ ‬والخزي”،‭ ‬ورحم‭ ‬الزمان‭ ‬مليء‭ ‬بقصص‭ ‬“تسكير”‭ ‬النواب‭ ‬هواتفهم‭ ‬النقالة‭ ‬وعدم‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬حيث‭ ‬يتنصلون‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬مناسبة‭ ‬مثل‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬أي‭ ‬دينار‭ ‬يساعدون‭ ‬فيه‭ ‬الفقراء‭ ‬والمحتاجين‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬دوائرهم،‭ ‬وهم‭ ‬يعرفونهم‭ ‬جيدا‭ ‬بيتا‭ ‬بيتا‭ ‬وعائلة‭ ‬عائلة،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المساكين‭ ‬والفقراء‭ ‬والأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬منهم‭ ‬الصدقة‭ ‬والمساعدة‭ ‬حتى‭ ‬يختفون‭ ‬عن‭ ‬الأنظار‭ ‬بهذه‭ ‬السرعة‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬بالذات،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬عليهم‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬أحوالهم‭ ‬والاتصال‭ ‬بهم‭ ‬وتتبع‭ ‬معاناتهم‭ ‬ورفع‭ ‬تقارير‭ ‬إلى‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭.‬

‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬كتبت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬عن‭ ‬النائب‭ ‬المخادع‭ ‬الذي‭ ‬وعد‭ ‬الناس‭ ‬بالمعجزات‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الانتخابات‭ ‬وغرس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬من‭ ‬بيوت‭ ‬الدائرة‭ ‬نخيل‭ ‬الآمال‭ ‬والأفراح،‭ ‬لكنه‭ ‬اختفى‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬بأيام‭ ‬وترك‭ ‬الناس‭ ‬تدور‭ ‬مع‭ ‬الريح‭ ‬خصوصا‭ ‬الأسر‭ ‬الفقيرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تريد‭ ‬منه‭ ‬توصيل‭ ‬“خطاب”‭ ‬إلى‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬لصرف‭ ‬“المقسوم”‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أعباء‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭.‬

تصريحات‭ ‬وشعارات‭ ‬نواب‭ ‬اليوم‭ ‬بحجم‭ ‬الشمس،‭ ‬لكننا‭ ‬نتمنى‭ ‬منهم‭ ‬عدم‭ ‬تسكير‭ ‬هواتفهم‭ ‬النقالة‭ ‬وأبوابهم‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬من‭ ‬انتخبهم‭ ‬وأوصلهم‭ ‬إلى‭ ‬الكرسي،‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬الفقراء‭ ‬والمحتاجين‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬الدوائر،‭ ‬فحسب‭ ‬ما‭ ‬وصلني‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬أن‭ ‬بذور‭ ‬تجاهل‭ ‬نائبهم‭ ‬بدأت‭ ‬تنتشر‭ ‬وأخذ‭ ‬قلبه‭ ‬يشهق‭ ‬بقوة‭ ‬عندما‭ ‬يقترب‭ ‬فقير‭ ‬أو‭ ‬محتاج‭ ‬من‭ ‬بيته،‭ ‬ويتوارى‭ ‬عن‭ ‬الأنظار‭ ‬كلما‭ ‬شعر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬محادثته‭ ‬عن‭ ‬مساعدة‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭. ‬

يا‭ ‬سبحان‭ ‬الله،‭ ‬هذا‭ ‬النائب‭ ‬كان‭ ‬يوزع‭ ‬الحلم‭ ‬الأخضر‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬عديدة‭ ‬فقط،‭ ‬وكان‭ ‬يتغنى‭ ‬بالوعود‭ ‬مثل‭ ‬الحوت‭ ‬الذي‭ ‬يتغنى‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬كان‭ ‬يتوهج‭ ‬شعارات‭ ‬واليوم‭ ‬“انكشف‭ ‬المستور”‭ ‬وعرف‭ ‬الناس‭ ‬المد‭ ‬والجزر‭.‬