لمحات

“فكرة المتسوق السري”

| د.علي الصايغ

من‭ ‬الملفت‭ ‬جداً‭ ‬ما‭ ‬تعتمده‭ ‬إمارة‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أداة‭ ‬متابعة‭ ‬تدعى‭ ‬“المتسوق‭ ‬السري”‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬دبي‭ ‬للخدمة‭ ‬المتميزة؛‭ ‬فقد‭ ‬نشر‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي،‭ ‬صورة‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬في‭ ‬بريد‭ ‬الإمارات،‭ ‬حيث‭ ‬رُصدت‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬فريق‭ ‬المتسوق‭ ‬السري،‭ ‬الذي‭ ‬وثق‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة،‭ ‬وقدم‭ ‬تقريراً‭ ‬شفافاً‭ ‬ودقيقاً‭.‬

وقال‭ ‬سمو‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬بعد‭ ‬تلقيه‭ ‬تقرير‭ ‬المتسوق‭ ‬السري‭ ‬“ليس‭ ‬هذا‭ ‬مستوانا،‭ ‬ولا‭ ‬خدماتنا،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬ضمن‭ ‬فريقي‭ ‬من‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬هذا‭ ‬المستوى”،‭ ‬وأضاف‭ ‬“أرسلنا‭ ‬فريقا‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬خدمات‭ ‬بريد‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬مراكزهم،‭ ‬وعاد‭ ‬الفريق‭ ‬بهذا‭ ‬التقرير،‭ ‬أضعه‭ ‬أمام‭ ‬الجميع‭ ‬بكل‭ ‬شفافية‭ ‬وأقول‭ ‬لجميع‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬لن‭ ‬يمر‭ ‬شيء‭ ‬دون‭ ‬متابعة‭ ‬بكل‭ ‬شفافية”‭.‬

إننا‭ ‬ندرك‭ ‬جميعاً‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬جداً‭ ‬موضوع‭ ‬المتابعة‭ ‬والرقابة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يضمن‭ ‬استمرارية‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬بشكلها‭ ‬الصحيح،‭ ‬كما‭ ‬يضمن‭ ‬الالتزام‭ ‬التام‭ ‬بجميع‭ ‬الضوابط‭ ‬والقوانين،‭ ‬وسير‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬جوانب‭ ‬الضعف‭ ‬أو‭ ‬القصور‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬وتطبيق‭ ‬المعالجات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬عدم‭ ‬تعطيل‭ ‬الناس،‭ ‬ومراعاة‭ ‬ظروفهم،‭ ‬وتيسير‭ ‬إجراءاتهم‭ ‬ومعاملاتهم،‭ ‬وتطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬وتحسينها‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬كلها‭ ‬ليس‭ ‬اصطياد‭ ‬المخطئين‭ ‬أو‭ ‬المقصرين،‭ ‬بل‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي،‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬بفاعلية‭ ‬تضمن‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬تطويرها‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬العمل‭ ‬إن‭ ‬وجدت،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬من‭ ‬شفافية،‭ ‬ووضوح،‭ ‬وعدالة،‭ ‬بغية‭ ‬تحقيق‭ ‬الأفضل‭.‬

نتمنى‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬نحذو‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حذو‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وذلك‭ ‬باستحداث‭ ‬جهاز‭ ‬مماثل‭ ‬للمتسوق‭ ‬السري،‭ ‬وأن‭ ‬يختلف‭ ‬كلياً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التطبيق‭ ‬وأسلوب‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬النتائج‭ ‬عن‭ ‬تقارير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تكلفة‭ ‬مادية‭ ‬باهظة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬فوائده‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬ستكون‭ ‬كبيرة‭ ‬جداً‭.‬