عنفوان

سعادة الوزير... هل يرضيك ما يحدث لأبنائك الطلبة؟

| جاسم اليوسف

أعلم‭ ‬جيدًا‭ ‬أن‭ ‬الملاحظات‭ ‬والشكاوى‭ ‬قد‭ ‬زادت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وليتحملنا‭ ‬قليلاً‭ ‬مسؤولو‭ ‬الوزارة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الوزير‭ ‬ماجد‭ ‬النعيمي،‭ ‬فالصحافة‭ ‬دورها‭ ‬تصحيح‭ ‬الاعوجاج‭ ‬والعمل‭ ‬معًا‭ ‬لصالح‭ ‬نهضة‭ ‬مملكتنا‭ ‬وشعبها‭.‬

‭ ‬وعودًا‭ ‬على‭ ‬محتوى‭ ‬العنوان‭ ‬أعلاه،‭ ‬فقد‭ ‬شكت‭ ‬لي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬تعرض‭ ‬أبنائهم‭ ‬للزجر‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إحدى‭ ‬مديرات‭ ‬المدارس‭ ‬الابتدائية‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬الشمالية،‭ ‬وكان‭ ‬آخرها‭ ‬قدومها‭ - ‬عنوة‭ ‬–‭ ‬للصفوف‭ ‬والطلب‭ ‬من‭ ‬الطالبات‭ ‬اللاتي‭ ‬تغيبن‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي–‭ ‬وذلك‭ ‬لتأخرهن‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬القرقاعون‭ ‬لوقت‭ ‬متأخر‭ ‬من‭ ‬الليل‭ ‬–‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬أقدامهن،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬غير‭ ‬حضاري‭ ‬وينم‭ ‬عن‭ ‬مديرة‭ ‬تجهل‭ ‬أصول‭ ‬التربية‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬الطالبات‭ ‬“المعنفات”‭ ‬لم‭ ‬يكملن‭ ‬عامهن‭ ‬التاسع‭.‬

‭ ‬ولك‭ ‬أن‭ ‬تتخيّل‭ ‬معي‭ ‬سعادة‭ ‬الوزير‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو،‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬منتظرًا‭ ‬لحظة‭ ‬قدوم‭ ‬أبنائك‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬ليلتئم‭ ‬شمل‭ ‬الأسرة‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬الغداء،‭ ‬وإذ‭ ‬تتفاجأ‭ ‬برد‭ ‬ابنتك‭ ‬الصاعق‭ ‬“ليش‭ ‬يعاملونا‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬جذي”؟‭. ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬إيلامًا‭ ‬إلى‭ ‬نفسك‭ ‬كأب‭ ‬–‭ ‬يا‭ ‬سعادة‭ ‬الوزير‭ - ‬وأنت‭ ‬تسمع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العبارة‭ ‬وهي‭ ‬ترفض‭ ‬أن‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬الطنين‭ ‬في‭ ‬أذنيك؟

في‭ ‬أميركا‭ ‬مثلا،‭ ‬يعتبر‭ ‬نهر‭ ‬الطلاب‭ ‬ومحاولة‭ ‬الاستذءاب‭ ‬عليهم‭ ‬مدعاة‭ ‬لفصل‭ ‬أيٍّ‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الهيكل‭ ‬الإداري‭ ‬أو‭ ‬التعليمي،‭ ‬ولو‭ ‬سأل‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬ابنه‭ ‬أو‭ ‬ابنته‭ ‬عن‭ ‬يومه‭ ‬الدراسي،‭ ‬وقد‭ ‬أعطى‭ ‬الأخير‭ ‬انطباعًا‭ ‬سيئًا‭ ‬عما‭ ‬حدث‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬من‭ ‬رمقة‭ ‬غير‭ ‬لائقة‭ ‬أو‭ ‬تعليق‭ ‬يشم‭ ‬منه‭ ‬رائحة‭ ‬السخرية،‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬المعنِّف‭ ‬أن‭ ‬يحزم‭ ‬حقائبه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬رجعة‭.‬