فجر جديد

رمز‭ ‬الوئام

| إبراهيم النهام

قدم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬أخيراً،‭ ‬دروسا‭ ‬مستفادة‭ ‬في‭ ‬التسامح،‭ ‬والتعايش،‭ ‬والصفح،‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر،‭ ‬ببادرتي‭ ‬أمن،‭ ‬وأمان،‭ ‬للبلد،‭ ‬ولأبناء‭ ‬البلد،‭ ‬ممن‭ ‬انجروا‭ ‬خلف‭ ‬دعاوى‭ ‬ثعابين‭ ‬الليل،‭ ‬وقوارض‭ ‬الدهاليز‭ ‬المظلمة‭.‬

الأولى،‭ ‬بالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬التحقيق‭ ‬الفعال‭ ‬للعقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬والتي‭ ‬ستمكن‭ ‬المحكومين‭ ‬لأن‭ ‬يخدموا‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويندمجوا‭ ‬فيه،‭ ‬بمبادرة‭ ‬إصلاح‭ ‬وتقويم،‭ ‬وتصحيح‭ ‬مسار،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬زجهم‭ ‬في‭ ‬السجون،‭ ‬والزنازين،‭ ‬النازعة‭ ‬لفرص‭ ‬بناء‭ ‬الحياة‭ ‬الجديدة‭.‬

والثانية،‭ ‬أمر‭ ‬جلالته‭ ‬السامي‭ ‬بتثبيت‭ ‬جنسية‭ (‬551‭) ‬محكوم‭ ‬ممن‭ ‬أسقطت‭ ‬جنسياتهم،‭ ‬لقضايا‭ ‬ترتبط‭ ‬بأعمال‭ ‬إرهابية‭ ‬وتخريبية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬أعاد‭ ‬الأرواح‭ ‬للأجساد‭ ‬الميتة،‭ ‬وقدم‭ ‬لها‭ ‬الفرصة‭ ‬لأن‭ ‬تُعيد‭ ‬النظر‭ ‬بنفسها،‭ ‬وبما‭ ‬اقترفت‭ ‬يداها،‭ ‬وأن‭ ‬تعي‭ ‬خير‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬المتدفق‭ ‬لأبنائه،‭ ‬مهما‭ ‬أجرموا،‭ ‬وأخطئوا‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ومنذ‭ ‬الشفق‭ ‬الأول‭ ‬لمشروعه‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الزاهر،‭ ‬أوجد‭ ‬الحرص‭ ‬والاهتمام‭ ‬الوافر،‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والصفح،‭ ‬نهج‭ ‬حياة‭ ‬لأبناء‭ ‬البلد‭ ‬وللمقيمين‭ ‬معاً،‭ ‬وهو‭ ‬حرص‭ ‬تبلور‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬تبوأتها‭ ‬البحرين‭ ‬إقليميا،‭ ‬وعالمياً،‭ ‬كمملكة‭ ‬حاضنة‭ ‬للجميع،‭ ‬وموطن‭ ‬للتعايش،‭ ‬وللانفتاح،‭ ‬والحداثة‭.‬

هذا‭ ‬النهج‭ ‬الكريم،‭ ‬يقودنا‭ ‬بشكل‭ ‬تلقائي‭ ‬للأسرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ودورها‭ ‬التربوي‭ ‬والأخلاقي‭ ‬تجاه‭ ‬أبنائها،‭ ‬وتجاه‭ ‬سلوكياتهم،‭ ‬ونواياهم،‭ ‬ويومياتهم،‭ ‬فالأسرة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تتحمل‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬مسؤولية‭ ‬فشل‭ ‬الأبناء‭ ‬ونجاحهم،‭ ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬المسؤولية‭ ‬التي‭ ‬بادر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بتحملها،‭ ‬تجاه‭ ‬جميع‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬كحاكم،‭ ‬وأب،‭ ‬ورمز‭ ‬للوئام‭.‬