سوالف

طرقات‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭... ‬حقل‭ ‬تجارب‭ ‬للمقاولين

| أسامة الماجد

مليون‭ ‬مرة‭ ‬كتبنا‭ ‬عن‭ ‬التخبط‭ ‬والعشوائية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬البلدي،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬تختص‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬سيصل‭ ‬بنا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬حافة‭ ‬انهيار‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬طالما‭ ‬الشوارع‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مستودعات‭ ‬تجارب‭ ‬للمقاولين،‭ ‬فهناك‭ ‬شبه‭ ‬إجماع‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬على‭ ‬كتاب‭ ‬الموتى‭ ‬الذي‭ ‬يقرأوه‭ ‬المقاولون‭ ‬على‭ ‬شوارع‭ ‬وطرقات‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬والتجاعيد‭ ‬المحفورة‭ ‬بالطول‭ ‬والعرض‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬“فريج”،‭ ‬والكلمة‭ ‬الأطول‭ ‬عمرا‭ ‬من‭ ‬المأساة‭ ‬هي‭ ‬التخبط‭ ‬والعشوائية‭ ‬والجواهر‭ ‬العجيبة‭ ‬من‭ ‬الإسراف‭ ‬في‭ ‬المال‭ ‬العام‭.‬

لقد‭ ‬سئم‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬“كثرة‭ ‬التحفر”‭ ‬والرصف‭ ‬والتعديل‭ ‬وعدم‭ ‬الاستخدام‭ ‬الأفضل‭ ‬للتخطيط‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬ذات‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬الطرق‭ ‬والشوارع،‭  ‬وأتحدى‭ ‬أن‭ ‬يفسر‭ ‬مسؤول‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬أحجية‭ ‬شوارع‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬وأرواحها‭ ‬الممدودة‭ ‬كالقماش،‭ ‬فقبل‭ ‬سنتين‭ ‬تم‭ ‬رصف‭ ‬“فريجنا”‭ ‬بالطوب‭ ‬بعد‭ ‬معاناة‭ ‬أدركها‭ ‬العالم،‭ ‬وهذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬جاء‭ ‬مقاول‭ ‬آخر‭ ‬وأزال‭ ‬الطوب‭ ‬وسبب‭ ‬لنا‭ ‬“أذية‭ ‬وإزعاج”‭ ‬خصوصا‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭  ‬فالقصة‭ ‬أصبحت‭ ‬معروفة‭ ‬بإطارها‭ ‬الأفقي،‭ ‬مقاول‭ ‬يرصف‭ ‬ومقاول‭ ‬آخر‭ ‬يزيل،‭ ‬ندفع‭ ‬للأول‭ ‬ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬انتهت‭ ‬وسيستطيع‭ ‬الأهالي‭ ‬إغلاق‭ ‬عيونهم‭ ‬بعد‭ ‬التعب،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬الأشهر‭ ‬ندفع‭ ‬للمقاول‭ ‬الثاني‭ ‬وكأننا‭ ‬محكومون‭ ‬بمشهد‭ ‬الخطيئة‭ ‬الأبدية‭.‬

تعبنا‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الحفر‭ ‬والصيانة،‭ ‬والتجارب‭ ‬في‭ ‬شوارعنا‭ ‬وأمام‭ ‬بيوتنا،‭  ‬ونحمل‭ ‬كامل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الجهة‭ ‬المعنية‭ ‬التي‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تراقب‭ ‬حركة‭ ‬المقاولين‭ ‬الذين‭ ‬ترسو‭ ‬عليهم‭ ‬مشاريع‭ ‬تطوير‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬بعين‭ ‬يقظة،‭ ‬وعدم‭ ‬محاسبتهم،‭  ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يعقل‭ ‬في‭ ‬سنتين‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬الأبيض‭ ‬والأسود‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬نتوصل‭ ‬إلى‭ ‬رمز‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬التصاميم‭ ‬والبناء‭ ‬والمخططات‭.‬

من‭ ‬المهم‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬المنهج‭ ‬والأسلوب‭ ‬الذي‭ ‬تتعامل‭ ‬به‭ ‬الوزارة‭ ‬مع‭ ‬المقاولين،‭  ‬لنزيل‭ ‬الفشل‭ ‬والأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إليه،‭ ‬فلو‭ ‬كانت‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بحقيقة‭ ‬الواقع‭ ‬لعملت‭ ‬على‭ ‬تفادي‭ ‬الأخطاء‭ ‬قبل‭ ‬استفحالها‭.‬