ستة على ستة

فوز‭ ‬نتنياهو‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية

| عطا السيد الشعراوي

قبل‭ ‬أيام،‭ ‬صرح‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬يضم‭ ‬مستوطنات‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬إذا‭ ‬احتفظ‭ ‬بمنصبه‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وسيقوم‭ ‬بتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬السيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لتشمل‭ ‬مستوطنات‭ ‬كبيرة،‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬وهضبة‭ ‬الجولان‭ ‬ومناطق‭ ‬أخرى‭ ‬تم‭ ‬الاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬1967‭.‬

كان‭ ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬كافيًا‭ ‬لتوضيح‭ ‬المسار‭ ‬الذي‭ ‬ستتخذه‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وكيف‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬الحالي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المماطلة‭ ‬الإسرئيلية‭ ‬وتعقيد‭ ‬الظروف‭ ‬ومواصلة‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني‭.‬

وفي‭ ‬مقال‭ ‬محبط‭ ‬لكثيرين‭ ‬ممن‭ ‬كانوا‭ ‬يأملون‭ ‬خيرا‭ ‬بعد‭ ‬فوز‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬مؤخرا‭ ‬وتوليه‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬للمرة‭ ‬الخامسة،‭ ‬رأى‭ ‬أستاذ‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬أكسفورد‭ (‬اليهودي‭) ‬آفي‭ ‬شليم‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬الأميركية‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬ستكون‭ ‬له‭ ‬تداعيات‭ ‬سلبية‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬السلام،‭ ‬للدرجة‭ ‬التي‭ ‬يستبعد‭ ‬فيها‭ ‬هذا‭ ‬الأكاديمي‭ ‬التوصل‭ ‬لتسوية‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬ينتمي‭ ‬للمدرسة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تؤمن‭ ‬بالسلام،‭ ‬إنما‭ ‬بالصراع‭ ‬الدائم،‭ ‬وأنه‭ ‬غير‭ ‬مستعد‭ ‬للاعتراف‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬تكون‭ ‬عاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭. ‬

بل‭ ‬إن‭ ‬الكاتب‭ ‬يحذر‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬قناعات‭ ‬ومعتقدات‭ ‬نتنياهو‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تصوير‭ ‬القضية‭ ‬وكأنها‭ ‬صراع‭ ‬ديني‭ ‬وصدام‭ ‬حضاري‭ ‬وليست‭ ‬نزاعا‭ ‬سياسيا‭ ‬حول‭ ‬الحدود‭ ‬والحقوق‭ ‬تحكمه‭ ‬القوانين‭ ‬والمواثيق،‭ ‬ومن‭ ‬الأمثلة‭ ‬التي‭ ‬ساقها،‭ ‬ما‭ ‬يطالب‭ ‬به‭ ‬نتنياهو‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2009‭ ‬بأن‭ ‬يعترف‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬بإسرائيل‭ ‬دولة‭ ‬يهودية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬الدولة‭ ‬القومية‭ ‬الذي‭ ‬أجازه‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2017م‭ ‬وينص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬حكر‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬اليهودي،‭ ‬وينزع‭ ‬عن‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬صفة‭ ‬اللغة‭ ‬الرسمية،‭ ‬ويسمح‭ ‬للدولة‭ ‬بأن‭ ‬تميز‭ ‬بين‭ ‬مواطنيها‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬العرق‭ ‬والدين‭.‬

رغم‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المعاكس‭ ‬والظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬يبقى‭ ‬الأمل‭ ‬معقودًا‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬بإيمانهم‭ ‬وتشبثهم‭ ‬بحقوقهم‭ ‬وتوحدهم‭ ‬خلف‭ ‬قضيتهم،‭ ‬ثم‭ ‬دعم‭ ‬إخوانهم‭ ‬العرب‭ ‬وإصرارهم‭ ‬على‭ ‬إرجاع‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإنفاذ‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭.‬