نظام يدعم القمع ولا يساعد المنكوبين

| فلاح هادي الجنابي

كارثة‭ ‬السيول‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬معظم‭ ‬المحافظات‭ ‬الإيرانية‭ ‬وتركت‭ ‬دمارا‭ ‬كبيرا‭ ‬بحيث‭ ‬فقد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬مواطن‭ ‬إيراني‭ ‬بيوتهم‭ ‬وأموالهم‭ ‬إثر‭ ‬الفيضانات،‭ ‬ويعيشون‭ ‬في‭ ‬العراء‭ ‬تحت‭ ‬ظروف‭ ‬قاسية،‭ ‬فإن‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬معالجة‭ ‬جانب‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدمار‭ ‬بشرط‭ ‬استخدام‭ ‬أموال‭ ‬صندوق‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الملا‭ ‬خامنئي‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬بذلك‭ ‬ويرفضه‭.‬

المقترح‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬وضعه‭ ‬الملا‭ ‬روحاني‭ ‬أمام‭ ‬الملا‭ ‬خامنئي‭ ‬بتخصيص‭ ‬مبالغ‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬صندوق‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬لمساعدة‭ ‬ضحايا‭ ‬الفيضانات‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬البلاد،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬وافق‭ ‬عليه‭ ‬الملا‭ ‬خامنئي‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬الأوضاع‭ ‬ولاسيما‭ ‬لو‭ ‬جرى‭ ‬إنفاق‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬بأمانة‭ ‬ولم‭ ‬تسرق‭ ‬وتنهب،‭ ‬لكن‭ ‬الملا‭ ‬خامنئي‭ ‬رفض‭ ‬المقترح‭ ‬قائلا‭: ‬“على‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬تكلفة‭ ‬الأضرار‭ ‬من‭ ‬الأرصدة‭ ‬والموارد‭ ‬الأخرى‭ ‬وبطرق‭ ‬أخرى،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬بقية‭ ‬الطرق‭ ‬مسدودة‭ ‬وغير‭ ‬متاحة‭ ‬حينها‭ ‬سنوافق‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطلب”،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الملا‭ ‬كان‭ ‬نفسه‭ ‬قد‭ ‬وافق‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬على‭ ‬تخصيص‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لتعزيز‭ ‬القواعد‭ ‬العسكرية‭ ‬والدفاعية‭ ‬والتي‭ ‬خصص‭ ‬60‭ % ‬منها‭ ‬آنذاك‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬كما‭ ‬وافق‭ ‬على‭ ‬تخصيص‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬لنفس‭ ‬الغرض،‭ ‬فأي‭ ‬ديكتاتور‭ ‬مستبد‭ ‬هذا‭ ‬بحيث‭ ‬يصرف‭ ‬أموال‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬أموال‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬القمعية‭ ‬ولكنه‭ ‬يبخل‭ ‬بها‭ ‬لإغاثة‭ ‬ومساعدة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وإعانته‭ ‬في‭ ‬المصائب‭ ‬والكوارث‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭.‬

هذا‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬يتنافس‭ ‬جناحاه‭ ‬القمعيان‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬سرقة‭ ‬ونهب‭ ‬الشعب‭ ‬وتحاشي‭ ‬صرف‭ ‬مبالغ‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إغاثته‭ ‬لمواجهة‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬به،‭ ‬لكن‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬المادية‭ ‬قياسا‭ ‬بالنظام،‭ ‬فإنها‭ ‬بادرت‭ ‬للتحرك‭ ‬وأدت‭ ‬ومازالت‭ ‬تؤدي‭ ‬دورا‭ ‬إيجابيا‭ ‬بحيث‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬محنته‭ ‬وتقف‭ ‬معه‭ ‬وتحاول‭ ‬مد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬له‭ ‬بمختلف‭ ‬الطرق‭ ‬والوسائل‭ ‬والسبل،‭ ‬لكن‭ ‬نظام‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يقمع‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وينهب‭ ‬ثرواته‭ ‬ويزرع‭ ‬الجهل‭ ‬والظلام‭ ‬والفقر‭ ‬والمرض،‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أبدا‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬الفرحة‭ ‬والأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬إلى‭ ‬قلوب‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬لأنه‭ ‬يتصور‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬سيمنح‭ ‬الشعب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬ويشد‭ ‬من‭ ‬عزمه،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنهم‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الشعب‭ ‬مدمرا‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬عوز‭ ‬وحرمان‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬إسقاطهم‭ ‬وتغييرهم‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬جهلهم‭ ‬أن‭ ‬أعظم‭ ‬الثورات‭ ‬والانتفاضات‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الفقراء‭ ‬والمحرومون‭ ‬الذين‭ ‬هزوا‭ ‬عروش‭ ‬الطواغيت‭ ‬وأسقطوها‭. ‬“الحوار”‭.‬

نظام‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يقمع‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وينهب‭ ‬ثرواته‭ ‬ويزرع‭ ‬الجهل‭ ‬والظلام‭ ‬والفقر‭ ‬والمرض،‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أبدا‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬الفرحة‭ ‬والأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬إلى‭ ‬قلوب‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني