حقٌ يأبى النسيان

| عبدعلي الغسرة

أقدمت‭ ‬القوات‭ ‬الإيرانية‭ ‬المُسلحة‭ ‬وبمساعدة‭ ‬قوات‭ ‬الاستعمار‭ ‬البريطاني‭ ‬باحتلال‭ ‬إقليم‭ ‬الأحواز‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬1925م‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬حاكمها‭ ‬وأميرها‭ (‬الشيخ‭ ‬خزعل‭ ‬الكعبي‭) ‬واقتياده‭ ‬أسيرًا‭ ‬إلى‭ ‬طهران‭. ‬إنها‭ ‬أول‭ ‬نكبة‭ ‬عربية،‭ ‬ومع‭ ‬قسوة‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الشعب‭ ‬الأحوازي‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬مازال‭ ‬ثائرًا‭ ‬بانتفاضاته‭ ‬رافضًا‭ ‬حُكم‭ ‬الاحتلال‭ ‬وجبروته،‭ ‬مُعلنًا‭ ‬انتماءه‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬العربية‭.‬

حارب‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإيراني‭ ‬الأحواز‭ ‬أرضًا‭ ‬وشعبًا،‭ ‬فدمر‭ ‬بيئتها‭ ‬وسرق‭ ‬ثرواتها‭ ‬وهَجرَ‭ ‬شعبها‭ ‬واستبدلهم‭ ‬بالفُرس،‭ ‬واستولى‭ ‬على‭ ‬مياهها‭ ‬ببناء‭ ‬السدود‭ ‬وعندما‭ ‬تجتاح‭ ‬الفيضانات‭ ‬والأمطار‭ ‬الأحواز‭ ‬تُدمر‭ ‬المُدن‭ ‬والقُرى‭ ‬الأحوازية‭ ‬وتجرف‭ ‬معها‭ ‬المزارع‭ ‬والممتلكات‭. ‬إن‭ ‬السدود‭ ‬التي‭ ‬بناها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ (‬25‭ ‬سدا‭ ‬على‭ ‬نهر‭ ‬كارون،‭ ‬7‭ ‬سدود‭ ‬على‭ ‬نهر‭ ‬الكرخة،‭ ‬8‭ ‬سدود‭ ‬على‭ ‬نهر‭ ‬الجراحي‭) ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬المياه‭ ‬الأحوازية‭ ‬بواسطة‭ ‬الأنفاق‭ ‬إلى‭ ‬المحافظات‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬جعلت‭ ‬الأنهار‭ ‬الأحوازية‭ ‬يابسة‭ ‬ودمرت‭ ‬بيئتها‭ ‬الزراعية‭ ‬وجففت‭ (‬هور‭ ‬العظيم‭ ‬وهور‭ ‬الفلاحية‭)‬،‭ ‬فهذه‭ ‬السدود‭ ‬ليست‭ ‬مشاريع‭ ‬إصلاحية‭ ‬كما‭ ‬تدعي‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مشاريع‭ ‬مُدمرة‭ ‬وخطرة‭ ‬على‭ ‬شعبنا‭ ‬العربي‭ ‬الأحوازي‭ ‬ووجوده‭.‬

إن‭ ‬علم‭ ‬الأحواز‭ ‬يرتفع‭ ‬عاليًا‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬كُل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يتواجد‭ ‬عليها‭ ‬أبناء‭ ‬الأحواز‭ ‬في‭ ‬كُل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬أبريل،‭ ‬مُتمسكين‭ ‬ومعهم‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬بعروبة‭ ‬الأحواز،‭ ‬مؤكدين‭ ‬حقهم‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬وعدالة‭ ‬قضيتهم‭ ‬وتطلعهم‭ ‬للتحرر‭ ‬والخلاص‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬الاحتلال‭. ‬‭(‬94‭) ‬عامًا‭ ‬وأبناء‭ ‬الأحواز‭ ‬يَكْبرون‭ ‬عُمرًا‭ ‬في‭ ‬الأحواز‭ ‬وفي‭ ‬المهجر‭ ‬ويَكبر‭ ‬معهم‭ ‬حُبهم‭ ‬لأرضهم‭ ‬ويتسع‭ ‬رفضهم‭ ‬الاحتلال‭.‬

إن‭ ‬الأحوازيين‭ ‬وبعد‭ (‬94‭) ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬يؤكدون‭ ‬أن‭ ‬الأحواز‭ ‬حقٌ‭ ‬يأبي‭ ‬النسيان،‭ ‬ويدعون‭ ‬أبناء‭ ‬أمتهم‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع‭ ‬أن‭ ‬يقفوا‭ ‬معهم‭ ‬وقفة‭ ‬عدل‭ ‬وحق‭ ‬مع‭ ‬حقهم‭ ‬المسلوب‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬نيل‭ ‬حريتهم‭ ‬والخلاص‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬وسياساته‭ ‬العنصرية‭. ‬

إن‭ ‬احتلال‭ ‬الأحواز‭ ‬بداية‭ ‬للدور‭ ‬التآمري‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬والذي‭ ‬استمر‭ ‬ليومنا‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وأقطار‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والعراق‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭ ‬وسوريا‭ ‬وأينما‭ ‬وطأت‭ ‬أقدامهم،‭ ‬فهي‭ ‬دولة‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الشعوب‭ ‬غير‭ ‬الفارسية‭ ‬وضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬بدعمها‭ ‬الإرهاب‭ ‬وممارساته،‭ ‬لكن‭ ‬النصر‭ ‬قريبٌ‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬