فجر جديد

معرض‭ ‬“فن‭ ‬الطفل”‭ ‬والإعلام‭ ‬المُغيب

| إبراهيم النهام

حرصتُ‭ ‬في‭ ‬صبيحة‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي‭ ‬بزيارة‭ ‬معرض‭ (‬فن‭ ‬الطفل‭) ‬بصالة‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬حيثُ‭ ‬التقيت‭ ‬بسعادة‭ ‬الطلاب‭ ‬والطالبات‭ ‬وأولياء‭ ‬أمورهم،‭ ‬بحديث‭ ‬مستمر‭ ‬عن‭ ‬المشاركين،‭ ‬كيف‭ ‬بدأوا،‭ ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬وصلوا‭.‬

ويُعد‭ ‬معرض‭ ‬فن‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬الفنية‭ ‬التربوية‭ ‬المقدرة‭ ‬عاليا‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬ولوزيرها‭ ‬الدكتور‭ ‬ماجد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬النعيمي،‭ ‬كإحدى‭ ‬الثوابت‭ ‬التي‭ ‬ترعاها‭ ‬الوزارة،‭ ‬والتي‭ ‬تحتضن‭ (‬سنويا‭) ‬الطفل‭ ‬البحريني،‭ ‬وتساعد‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬وإطلاق‭ ‬مهاراته‭.‬

وكانت‭ ‬بدايات‭ ‬المعرض‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1974،‭ ‬كحدث‭ ‬يُشجع‭ ‬طلبة‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬للتعبير‭ ‬الفني‭ ‬الحر،‭ ‬المنطلق‭ ‬من‭ ‬براءة‭ ‬الطفولة،‭ ‬وعفويتها‭ ‬وتحررها،‭ ‬منها‭ ‬الرسم،‭ ‬والأشغال‭ ‬اليدوية،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭.‬

‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬نجح‭ ‬المعرض‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬والطلبة،‭ ‬مع‭ ‬توظيف‭ ‬الأدوات‭ ‬التربوية‭ ‬الممكنة‭ ‬كافة؛‭ ‬لاكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬المتميزة،‭ ‬ورعايتها،‭ ‬ومتابعة‭ ‬تطورها‭ ‬الفني‭ ‬والإبداعي‭.‬

ونظرا‭ ‬لهذا‭ ‬الأفق‭ ‬الرحب،‭ ‬استمر‭ ‬معرض‭ (‬فن‭ ‬الطفل‭) ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬45‭ ‬عاما‭ ‬متتالية،‭ ‬لتتوسع‭ ‬رقعة‭ ‬المشاركات‭ ‬فيه،‭ ‬والفئة‭ ‬العمرية‭ ‬أيضا،‭ ‬ويصبح‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬معلما‭ ‬تربويا‭ ‬يشاد‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الخليجي،‭ ‬والعربي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

ومن‭ ‬محاسن‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات،‭ ‬مشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬757‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬بالدورة‭ ‬الأخيرة‭ ‬للمعرض،‭ ‬يضاف‭ ‬إليها‭ ‬مشاركة‭ ‬خليجية‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬والكويت،‭ ‬وعُمان،‭ ‬ليتوج‭ ‬عدد‭ ‬الفائزين‭ ‬بـ‭ (‬165‭) ‬طالبا‭ ‬وطالبة،‭ ‬منهم‭ (‬134‭) ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬و‭(‬31‭) ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

هذه‭ ‬الانتصارات‭ ‬الكبرى،‭ ‬قابلها‭ ‬غياب‭ ‬ملحوظ‭ ‬للصحافة‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمية‭ ‬والمحلية،‭ ‬وهو‭ ‬غياب‭ ‬يؤسف‭ ‬له،‭ ‬ويُعتب‭ ‬عليه،‭ ‬لحدث‭ ‬يرتبط‭ ‬بصميم‭ ‬نجاحات‭ ‬أطفالنا،‭ ‬والذين‭ ‬كان‭ ‬سيفرحهم‭ ‬جدا،‭ ‬وهم‭ ‬مقلدون‭ ‬بالميداليات،‭ ‬بكاميرا‭ ‬تلتقط‭ ‬لهم‭ ‬صورة،‭ ‬أو‭ ‬قلم‭ ‬ينقل‭ ‬تجربتهم‭ ‬الناشئة‭ ‬هنا‭ ‬وهنالك‭.‬

إنني‭ ‬لأُقدر‭ ‬عاليا‭ ‬الدور‭ ‬المشكور‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬للبحرين،‭ ‬وأبنائها،‭ ‬وأُقدر‭ ‬أيضا‭ ‬الدور‭ ‬المُهم‭ ‬للأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬أبنائها،‭ ‬وفي‭ ‬توفير‭ ‬البيئة‭ ‬التربوية‭ ‬الصالحة‭ ‬لهم؛‭ ‬ليكونوا‭ ‬بخلاف‭ ‬غيرهم،‭ ‬وهم‭ ‬بالتأكيد‭ ‬كذلك‭.‬