سوالف

العقوبات البديلة... فلسفة متميزة في الإصلاح والتأهيل

| أسامة الماجد

المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬معروف‭ ‬عنه‭ ‬أنه‭ ‬مجتمع‭ ‬الفضيلة‭ ‬والخير‭ ‬والوئام،‭ ‬وأرضنا‭ ‬آمنة‭ ‬مستقرة‭ ‬تسودها‭ ‬روح‭ ‬المحبة‭ ‬والإخاء‭ ‬والود‭ ‬والتآزر،‭ ‬ويأتي‭ ‬توجيه‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ (‬بإتاحة‭ ‬المجال‭ ‬للتطبيق‭ ‬الفعال‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭ ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة،‭ ‬وتوفير‭ ‬البرامج‭ ‬التأهيلية‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬الشخصية‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬الذين‭ ‬يتوخى‭ ‬إصلاحهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفاعلهم‭ ‬الإيجابي‭ ‬مع‭ ‬محيطهم‭ ‬المجتمعي‭) ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬اتباع‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالته‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬فلسفة‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬ومنهجا‭ ‬لإعادة‭ ‬دمج‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والمشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭.‬

إن‭ ‬عبير‭ ‬التسامح‭ ‬والطيبة‭ ‬البحرينية‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬السجون،‭ ‬ومركز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬يقوم‭ ‬بجهود‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬أرقى‭ ‬سبل‭ ‬الرفاهية‭ ‬والراحة‭ ‬للنزلاء‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬للأمر‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬واضح‭ ‬ومؤثر‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بعد‭ ‬الخروج‭ ‬والاندماج‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويأتي‭ ‬التوجيه‭ ‬الملكي‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬الروح‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الواحدة‭ ‬والمحبة‭ ‬وغرس‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬الحميدة‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬وتلاحمه،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬السجناء‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬جزء‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬ويتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬إعادة‭ ‬تأهليهم‭ ‬والتعايش‭ ‬مع‭ ‬محيطهم‭ ‬وزرع‭ ‬الأمل‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬نفوسهم‭ ‬وبذل‭ ‬العناية‭ ‬والمساندة‭ ‬في‭ ‬تقويم‭ ‬سلوكهم،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الغاية‭ ‬الإصلاحية‭ ‬الأسمى‭ ‬التي‭ ‬أرادها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الجريمة‭ ‬وتنمية‭ ‬حس‭ ‬المسؤولية”‭.‬

إن‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬سجل‭ ‬البحرين‭ ‬الناصع‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬المحامي‭ ‬فريد‭ ‬غازي‭ (‬مشروع‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬مشروع‭ ‬رائد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإصلاح‭ ‬ويراعي‭ ‬الظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للمحكومين‭ ‬ومعياره‭ ‬مقدار‭ ‬بساطة‭ ‬وجسامة‭ ‬الجريمة،‭ ‬وصاحب‭ ‬الجريمة‭ ‬الجسيمة‭ ‬لن‭ ‬يتمتع‭ ‬بهذه‭ ‬الحقوق‭ ‬في‭ ‬الاستبدال،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجرائم‭ ‬البسيطة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الاستبدال‭ ‬حلا‭ ‬لمشاكل‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تصلح‭ ‬المتهم‭ ‬وتعيد‭ ‬دمجه‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭).‬

لذلك‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭  ‬جميعا‭ ‬طرفا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬والتوجه‭ ‬الملكي‭ ‬وشركاء‭ ‬حقيقيين‭ ‬في‭ ‬المنفعة‭ ‬العامة‭ ‬والإصلاح‭ ‬والتأهيل‭.‬