لماذا‭ ‬تهاجم‭ ‬الإمارات؟

| سعيد محمد

من‭ ‬أكثر‭ ‬المواقف‭ ‬المثيرة‭ ‬للأسى‭ ‬والحسرة‭ ‬والأسف‭ ‬أن‭ ‬تناقش‭ ‬من‭ ‬“يسمع”‭ ‬بأذن‭ ‬الآخرين،‭ ‬ويرى‭ ‬“بعين”‭ ‬الآخرين‭ ‬ويقرأ‭ ‬“بعقل”‭ ‬الآخرين،‭ ‬وكأنك‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬“روبوت”‭.. ‬رجل‭ ‬آلي‭ ‬لا‭ ‬يفقه‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬تمت‭ ‬برمجته‭ ‬عليه‭ ‬فقط‭!‬

قبل‭ ‬أيام،‭ ‬تلقيت‭ ‬اتصالًا‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬هاتف‭ ‬أحد‭ ‬الفنادق،‭ ‬وحتى‭ ‬اللحظة،‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬“إماراتيًا”‭ ‬حقيقيًا‭ ‬أم‭ ‬مدعيًا‭! ‬وكان‭ ‬الأخ‭ ‬المتصل‭ ‬“هجوميًا”‭ ‬بشكل‭ ‬غريب،‭ ‬ومتصلبًا‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬تحدث‭ ‬“المجهول”‭ ‬عن‭ ‬رفضه‭ ‬للهجوم‭ ‬والإساءة‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬معهودًا‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬وعندما‭ ‬سألته‭ ‬عن‭ ‬أساس‭ ‬كلامه‭ ‬هذا،‭ ‬أجاب‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬كتابي،‭ ‬قائلًا‭ ‬“ذلك‭ ‬ما‭ ‬احتواه‭ ‬كتابك‭ (‬خطوات‭ ‬زايد‭) ‬من‭ ‬مغالطات‭ ‬عن‭ ‬الإمارات”،‭ ‬وعندما‭ ‬سألته‭ ‬“هل‭ ‬قرأت‭ ‬الكتاب؟”،‭ ‬أجاب‭ ‬بأن‭ ‬أحد‭ ‬أصدقائه‭ ‬البحرينيين‭ ‬اختصر‭ ‬له‭ ‬المحتوى‭ ‬“الذي‭ ‬يرفضه‭ ‬رفضًا‭ ‬باتًا‭ ‬ولا‭ ‬يقبله”‭.‬

ومن‭ ‬شدة‭ ‬“تزمت‭ ‬وتصلب‭ ‬المجهول‭ ‬المتصل”‭ ‬لم‭ ‬يشأ‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬يعرفني‭ ‬على‭ ‬نفسه،‭ ‬والحال،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬بالضبط‭ ‬عنوان‭ ‬الكتاب؛‭ ‬ذلك‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يطلع‭ ‬عليه‭ ‬ولم‭ ‬يقرأه‭ ‬أصلًا،‭ ‬فليس‭ ‬“خطوات‭ ‬زايد”‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬الكتاب‭ ‬بل‭ ‬“على‭ ‬خطى‭ ‬زايد”،‭ ‬ثم‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬أصدرته‭ ‬بجهد‭ ‬شخصي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬الأولى،‭ ‬وأصدرت‭ ‬نسخته‭ ‬الثالثة‭ ‬مشكورة‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والشباب‭ ‬وتنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015،‭ ‬ينطلق‭ ‬في‭ ‬أساسه‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬نخبوية‭ ‬بحرينية‭ ‬لنموذج‭ ‬من‭ ‬النهضة‭ ‬والعربية‭ ‬الرائدة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬استضفت‭ ‬فيه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتخصصين‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬التعليم،‭ ‬المرأة،‭ ‬الشباب،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬المجالات؛‭ ‬ليتحدثوا‭ ‬عن‭ ‬إنجازات‭ ‬الإمارات‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬تخصصه،‭ ‬والهدف‭ ‬هو‭ ‬تقديم‭ ‬نموذج‭ ‬للباحثين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬وطلبة‭ ‬الجامعات‭ ‬والمهتمين‭ ‬لبلد‭ ‬عربي‭ ‬خليجي‭ ‬مسلم‭ ‬تضافرت‭ ‬جهود‭ ‬قيادته‭ ‬وشعبه‭ ‬ليكون‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الحقيقية‭.‬

والشيء‭ ‬المؤسف،‭ ‬أننا‭ ‬أحيانًا‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬“يخرج”‭ ‬لنا‭ ‬أمثال‭ ‬هؤلاء؟‭ ‬ولو‭ ‬كلف‭ ‬“المجهول”‭ ‬نفسه‭ ‬قليلًا،‭ ‬وكتب‭ ‬في‭ ‬“غوغل”‭ ‬باحثًا‭ ‬عن‭ ‬الكتاب‭ ‬لعرف‭ ‬الكثير،‭ ‬وهو‭ ‬معذور،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬حتى‭ ‬عنوان‭ ‬الكتاب‭ ‬بالضبط‭ ‬ليبحث‭ ‬عنه،‭ ‬لكنه‭ ‬اكتفى‭ ‬بـ‭ ‬“سمعت”‭ ‬و‭ ‬“يقولون”‭.. ‬والله‭ ‬المستعان‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العقول‭.‬