فجر جديد

أنا‭ ‬صحافي ‭ ‬لا‭ ‬تُمثلني‭ ‬“مراسلون‭ ‬بلا‭ ‬حدود”

| إبراهيم النهام

كما‭ ‬هي‭ ‬العادة،‭ ‬تخرج‭ ‬لنا‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬منظمات‭ (‬أبو‭ ‬فلس‭)‬؛‭ ‬لتحاول‭ ‬أن‭ ‬تثبط‭ ‬من‭ ‬عزيمة‭ ‬البلد‭ ‬ومن‭ ‬مكانته‭ ‬ومسيرته،‭ ‬وتحاول‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬توجد‭ ‬له‭ ‬المطبات‭ ‬والحواجز‭ ‬والسدود؛‭ ‬ليكون‭ ‬متأخرا‭ ‬متخلفا‭ ‬مشغولا‭ ‬بنفسه،‭ ‬وليس‭ ‬بحاضره‭ ‬ومستقبله‭ ‬ومستقبل‭ ‬أبنائه‭.‬

هذه‭ ‬المنظمات،‭ ‬والتي‭ ‬تضفي‭ ‬لنفسها‭ ‬سمات‭ (‬الدولية‭) ‬و‭(‬العالمية‭) ‬و‭(‬الأممية‭) ‬و‭(‬المهنية‭) ‬اختطفت‭ ‬زورا‭ ‬وبهتانا‭ ‬أحقية‭ ‬التصريح،‭ ‬والتمثيل‭ ‬لآلاف‭ ‬المهن‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬بمقدمتها‭ ‬الوظائف‭ ‬الحقوقية‭ ‬والصحفية‭ ‬والطبية،‭ ‬مستخدما‭ ‬تقاريرها‭ ‬الكاذبة‭ ‬كوسيلة‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬الدول؛‭ ‬لابتزازها‭ ‬واستنزاف‭ ‬مواردها،‭ ‬متخطية‭ ‬كل‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬تدعيها‭.‬

وكنا‭ ‬قد‭ ‬عشنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬بوضوح‭ ‬تام‭ ‬العام‭ ‬2011،‭ ‬حيث‭ ‬كشفت‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ (‬الجرائمية‭) ‬حقيقتها‭ ‬الفاسدة‭ ‬كمنظمات‭ ‬ربحية‭ ‬تدير‭ ‬عملها‭ ‬بشكل‭ ‬تجاري‭ ‬أقرب‭ ‬للعصابات‭ ‬المنظمة،‭ ‬بــ‭ (‬مزاد‭ ‬علني‭)‬،‭ ‬الرابح‭ ‬فيه‭ ‬برضا‭ ‬تقاريرها‭ ‬من‭ ‬يدفع‭ ‬أكثر‭. ‬

منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬منظمة‭ (‬مراسلون‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬أصدرت‭ ‬أخيرا‭ ‬تقريرا‭ (‬بلطجيا‭) ‬تضع‭ ‬فيه‭ ‬البحرين‭ ‬بمكانة‭ ‬متأخرة‭ ‬بحرية‭ ‬التعبير‭ ‬والصحافة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يُخالف‭ ‬جوهر‭ ‬الحقيقة،‭ ‬ويتخطى‭ ‬الممارسات‭ ‬البوليسية‭ (‬الفعلية‭) ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تحابيها‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬لأسباب‭ ‬مالية‭ ‬بحتة‭.‬

حرية‭ ‬التعبير‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬موجودة،‭ ‬وأنا‭ ‬من‭ ‬الصحفيين‭ ‬شديدي‭ ‬النقد‭ ‬للواقع‭ ‬المغلوط،‭ ‬أيًّا‭ ‬كان،‭ ‬وأحترم‭ -‬في‭ ‬المقابل‭- ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬المسئولين‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬ولم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬ضُيق‭ ‬عليَّ،‭ ‬لكنها‭ ‬حرية‭ ‬بضوابط‭ ‬وبمسئولية‭ ‬مطلوبة،‭ ‬نحن‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬ندعو‭ ‬إليها؛‭ ‬لأنها‭ ‬تحمينا‭ ‬وتحمي‭ ‬أبنائنا‭ ‬من‭ ‬الانجرار‭ ‬نحو‭ ‬هاوية‭ ‬الضياع‭ ‬والتفتت،‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬غياهيب‭ ‬الكهوف‭ ‬المظلمة‭.‬

إن‭ ‬البحرين‭ (‬كبلد‭) ‬لها‭ ‬خصوصيتها،‭ ‬ومكانتها‭ ‬المُقدرة‭ ‬بالعالم،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬نقارنها‭ ‬بدول‭ ‬أخرى‭ ‬هنا‭ ‬وهنالك،‭ ‬هذه‭ ‬الخصوصية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُحترم‭ ‬من‭ ‬الآخرين،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬بالقوة،‭ ‬فنحن‭ ‬لن‭ ‬نقبل‭ ‬أبدا‭ ‬بأن‭ ‬يُفرض‭ ‬علينا‭ ‬الآخرون‭ ‬وصايتهم،‭ ‬ولو‭ ‬بكلمة‭.‬