الاقتصاد من فيزا مرنة إلى دعم شركات أجنبية

| نجاة المضحكي

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تشح‭ ‬فيه‭ ‬الميزانية‭ ‬ويتحمل‭ ‬المواطن‭ ‬هذا‭ ‬الشح‭ ‬بقيمة‭ ‬مضافة‭ ‬ودعمه‭  ‬إعانة‭ ‬التعطل‭ ‬ودفع‭ ‬ضريبة‭ ‬لهيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬نتفاجأ‭ ‬بدعم‭ ‬شركات‭ ‬أجنبية،‭ ‬وذلك‭ ‬بزعم‭ ‬إثراء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬يخرج‭ ‬منه‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬ويستلمه‭ ‬الأجنبي،‭ ‬من‭ ‬“فيزا‭ ‬مرنة”‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬شركات‭ ‬أجنبية،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬الدعم‭ ‬بإعفائهم‭ ‬من‭ ‬رسوم‭ ‬الكهرباء‭ ‬والبلديات،‭ ‬بل‭ ‬بدعم‭ ‬مادي‭ ‬سخي‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يكدر‭ ‬المواطن‭ ‬حين‭ ‬يرى‭ ‬أمواله‭ ‬تذهب‭ ‬لصالح‭ ‬مستثمرين‭ ‬تتم‭ ‬صناعتهم‭.‬

سمعنا‭ ‬أن‭ ‬المستثمرين‭ ‬يأتون‭ ‬برؤوس‭ ‬أموالهم‭ ‬ليستثمروها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬ولم‭ ‬نسمع‭ ‬قط‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬شرقه‭ ‬إلى‭ ‬غربه‭ ‬دعمت‭ ‬مستثمرين‭ ‬أجانب،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬مواطنيها،‭ ‬فالاستثمار‭ ‬هو‭ ‬رأس‭ ‬مال‭ ‬ومجهود‭ ‬تنتج‭ ‬عنه‭ ‬تجارة‭ ‬رابحة،‭ ‬أما‭ ‬صناعة‭ ‬مستثمر‭ ‬بالقوة،‭ ‬أو‭ ‬صناعة‭ ‬شركة‭ ‬أجنبية‭ ‬ناتج‭ ‬أرباحها‭ ‬يذهب‭ ‬لدولتها،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬تاجر‭ ‬الفيزا‭ ‬المرنة‭ ‬فهو‭ ‬ضرب‭ ‬للاقتصاد،‭ ‬وإقصاء‭ ‬للتاجر‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬خيرات‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الأجنبي‭.‬

البحرين‭ ‬رائدة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأولى‭ ‬ولم‭ ‬تتبن‭ ‬أية‭ ‬وسيلة‭ ‬للدعم،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬الدعم‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرص‭ ‬للمستثمر‭ ‬أن‭ ‬يدير‭ ‬شركاته‭ ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬لموقعها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬ولتوفر‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وبذلك‭ ‬أصبح‭ ‬اقتصادها‭ ‬مميزا‭ ‬وينمو،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬مدرسة‭ ‬للدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬لكن‭ ‬الأمور‭ ‬اليوم‭ ‬تغيرت‭. ‬التجارة‭ ‬هي‭ ‬رأس‭ ‬مال‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬ومجهوده،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تغيير‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تغييرها‭ ‬اليوم‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬فمنذ‭ ‬2006‭ ‬والاقتصاد‭ ‬لم‭ ‬يتعاف،‭ ‬والتعافي‭ ‬هو‭ ‬إسقاط‭ ‬الضرائب‭ ‬عن‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬البحريني،‭ ‬وبنفسه‭ ‬ورأس‭ ‬ماله‭ ‬ومجهوده‭ ‬سوف‭ ‬يؤسس‭ ‬الشركات،‭ ‬وذلك‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الشركات‭ ‬البحرينية‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬مستمرة،‭ ‬لأنها‭ ‬تأسست‭ ‬على‭ ‬أصول،‭ ‬تأسست‭ ‬برأس‭ ‬مال‭ ‬صاحبها،‭ ‬بعرق‭ ‬جبين‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬يذهب‭ ‬تعبه‭ ‬اليوم‭ ‬ليصب‭ ‬لصالح‭ ‬صاحب‭ ‬عمل‭ ‬أجنبي،‭ ‬وصاحب‭ ‬التأشيرة‭ ‬المرنة،‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مباركاً،‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬غصة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬وهو‭ ‬يدفع‭ ‬الضرائب‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬اقتصادي‭ ‬صعب،‭ ‬والشاهد‭ ‬محلات‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬مستأجرين‭ ‬ومستثمرين‭ ‬عزفوا‭ ‬عن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬بيئة‭ ‬اقتصادية‭ ‬غير‭ ‬مستقرة،‭ ‬تتم‭ ‬اليوم‭ ‬محاولة‭ ‬إحيائها‭ ‬بمشروع‭ ‬دعم‭ ‬الشركات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بأمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحل‭ ‬لنمو‭ ‬اقتصادي‭.‬