فجر جديد

نهب المواطن في رمضان

| إبراهيم النهام

لم‭ ‬يعد‭ ‬المواطن‭ ‬يهتم،‭ ‬بتصريحات‭ ‬التجار،‭ ‬أو‭ ‬إدارة‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بضبط‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم،‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة‭ ‬أهمها‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬الفعلية،‭ ‬وهشاشة‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬التعهد‭ ‬السنوي‭ ‬الذي‭ ‬يمضيه‭ ‬أصحاب‭ ‬المحال‭ ‬الكبرى،‭ ‬بعدم‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار،‭ ‬والذي‭ ‬يؤتى‭ ‬أكله‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬للشهر‭ ‬الفضيل‭.‬

ففي‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬ترتفع‭ ‬–بوضوح‭- ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬الأساسية‭ ‬بشكل‭ ‬تلقائي،‭ ‬بغلاء‭ ‬يطال‭ ‬اللحوم،‭ ‬والأسماك،‭ ‬والخضروات،‭ ‬والفواكه‭ ‬وغيرها،‭ ‬يقابلها‭ ‬واقع‭ ‬مُزيف‭ ‬بأن‭ ‬الأسعار‭ ‬ثابته،‭ ‬بجرأة‭ ‬وصلت‭ ‬لأن‭ ‬يقول‭ ‬بعضهم‭ ‬بأنها‭ (‬انخفضت‭)‬،‭ ‬أو‭ (‬ستنخفض‭).‬

هذا‭ ‬الواقع‭ (‬الكاوي‭)‬،‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬جيداً‭ ‬إلا‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬يحسب‭ ‬نفقاته‭ (‬بالفلس‭)‬،‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يُكلف‭ ‬السائقين‭ ‬أو‭ ‬الخدم‭ ‬إتمام‭ ‬عمليات‭ ‬التبضع،‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬ينزل‭ ‬بنفسه،‭ ‬ويدفع‭ (‬الترولي‭)‬،‭ ‬ويختار‭ ‬السلع‭ ‬بحذر‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬أفضلية‭ ‬الأسعار،‭ ‬والمسئولية‭ ‬كرب‭ ‬أسرة،‭ ‬والتي‭ ‬يضع‭ ‬مصلحتها‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭.‬

شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الفضيل،‭ ‬بات‭ ‬اليوم‭ ‬كالشماعة‭ ‬للاستثراء،‭ ‬وتضخيم‭ ‬الأموال،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬للبرامج‭ ‬والمسلسلات‭ ‬الرمضانية‭ ‬التجارية،‭ ‬يسير‭ ‬بالتوازي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬بذات‭ ‬النهج‭ ‬من‭ ‬النفعية‭ ‬الفردية،‭ ‬ليصبح‭ ‬رمضان‭ ‬شهراً‭ ‬للترزق،‭ ‬وليس‭ ‬العبادة‭.‬

من‭ ‬الأهمية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هنالك‭ ‬رؤية‭ ‬للدولة،‭ ‬لضبط‭ ‬التلاعب‭ ‬بأسعار‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬والاستهلاكية،‭ ‬بشهر‭ ‬رمضان‭ ‬وغيره،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬التفاوت‭ ‬الكبير‭ ‬فيما‭ ‬بينها،‭ ‬والذي‭ ‬يُبرره‭ ‬البعض‭ ‬بغلاء‭ ‬الإيجارات،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يجوز،‭ ‬ويدخل‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬التحايل،‭ ‬واستغلال‭ ‬الانفتاح‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬لنهب‭ ‬المواطن‭ ‬وسرقة‭ ‬أمواله‭.‬