بين‭ ‬“حلبة‭ ‬ورذراذ”‭ ‬مطر‭... ‬تُفضح‭ ‬إنجازات‭ ‬“الأشغال”

| نجاة المضحكي

أن‭ ‬تغرق‭ ‬شوارع‭ ‬ومناطق‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬سنوياً‭ ‬أمام‭ ‬هطول‭ ‬أمطار‭ ‬وليس‭ ‬فيضانات‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬عجيب‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬ترصد‭ ‬سنوياً‭ ‬عشرات‭ ‬بل‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطرق‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬وذلك‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬والتصريحات‭ ‬ومنها‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2016،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ (‬إن‭ ‬الميزانية‭ ‬المخصصة‭ ‬لتطوير‭ ‬مشاريع‭ ‬الطرق‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬للعام‭ (‬2014-‭ ‬2016‭) ‬بلغت‭ ‬“327‭ ‬مليوناً‭)‬،‭ ‬مبلغ‭ ‬ضخم‭ ‬صرف‭ ‬على‭ ‬القطاعين‭ ‬وبالمقابل‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬ولا‭ ‬سليمة،‭ ‬فهل‭ ‬هي‭ ‬إذا‭ ‬قضية‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬وإنفاق‭ ‬ميزانية،‭ ‬وحديث‭ ‬عن‭ ‬إنجازات‭ ‬يفضحها‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء؟

وكما‭ ‬صرح‭ ‬الوزير‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬2019،‭ ‬بأن‭ ‬عدد‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬ترسيتها‭ ‬في‭ ‬2018،‭ ‬بلغت‭ ‬119‭ ‬مناقصة‭ ‬بكلفة‭ (‬مئتين‭ ‬وسبعة‭ ‬وسبعين‭ ‬مليونا‭) ‬منها‭ ‬28‭ ‬مشروعا‭ ‬للطرق،‭ ‬و44‭ ‬مشروعا‭ ‬للصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬فأين‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع؟‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬رصف‭ ‬شوارع‭ ‬وإقامة‭ ‬جسور‭ ‬وأنفاق‭ ‬لا‭ ‬تصرف‭ ‬المياه‭ ‬ولا‭ ‬تنصرف‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬المتهالكة‭ ‬التي‭ ‬تفيض‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬الصيف،‭ ‬ثم‭ ‬أين‭ ‬الصيانة‭ ‬الدورية‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬الوزير‭ ‬بأن‭ ‬برنامج‭ ‬الصيانة‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬مختص‭  ‬يقوم‭ ‬بالمراقبة‭ ‬والتقييم‭ ‬الدوري؟‭ ‬ألم‭ ‬تمر‭ ‬هذه‭ ‬الفرق‭ ‬على‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬والمناطق‭ ‬لتقييم‭ ‬حالة‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬تتجمع‭ ‬عليها‭ ‬حتى‭ ‬مياه‭ ‬“دلو‭ ‬مسكوب”،‭ ‬ثم‭ ‬أين‭ ‬أدوات‭ ‬وأجهزة‭ ‬المهندسين‭ ‬ومساطرهم‭ ‬لمعاينة‭ ‬صلاحية‭ ‬الطرق‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المقاولين‭ ‬للتأكد‭ ‬بأنها‭ ‬وفق‭ ‬المعايير‭ ‬المعتمدة،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬تكرار‭ ‬مشكلة‭ ‬غرق‭ ‬الشوارع‭ ‬الرئيسية‭ ‬والداخلية‭ ‬للمناطق‭ ‬والتي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬غرق‭ ‬المنازل،‭ ‬فما‭ ‬دليل‭ ‬هذا؟‭ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬الجودة‭ ‬والتميز‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬رفعت‭ ‬شعاره‭ ‬الوزارة‭.‬

نحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬نفس‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬سنوياً‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬مواسم‭ ‬الأمطار،‭ ‬وتتكرر‭ ‬نفس‭ ‬الحلول‭ ‬بنزول‭ ‬الوزير‭ ‬وطاقمه‭ ‬لتفقد‭ ‬المناطق‭ ‬المنكوبة،‭ ‬ثم‭ ‬تهرع‭ ‬بعدها‭ ‬سيارات‭ ‬شفط‭ ‬المياه،‭ ‬وهي‭ ‬تكلفة‭ ‬لا‭ ‬أظن‭ ‬أنها‭ ‬بسيطة،‭ ‬نعم‭ ‬تجفف‭ ‬الشوارع‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬قليلة،‭ ‬فهذا‭ ‬الحل‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬الوزارة،‭ ‬مقابل‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدنانير‭ ‬التي‭ ‬تنفق‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬الطرق‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭.‬

السؤال‭ ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬غرق‭ ‬البحرين‭ ‬سنوياً‭ ‬بسبب‭ ‬نزول‭ ‬أمطار‭ ‬ليس‭ ‬طوال‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء،‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬وهطولها‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬ساعة‭ ‬أو‭ ‬ساعتين،‭ ‬أو‭ ‬أحيانا‭ ‬تمتد‭ ‬طول‭ ‬الليل‭ ‬بين‭ ‬“حلبه‭ ‬ورذراذ”،‭ ‬ومن‭ ‬المحاسب‭ ‬هل‭ ‬الوزارة‭ ‬أم‭ ‬المقاولين‭ ‬الذين‭ ‬ينفذون‭ ‬المشاريع،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬الكارثة‭ ‬وأسبابها‭ ‬ستمر‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬كما‭ ‬مرت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الفائتة‭.‬

 

“نفس‭ ‬الكارثة‭ ‬تحدث‭ ‬سنوياً‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬مواسم‭ ‬الأمطار،‭ ‬وتتكرر‭ ‬نفس‭ ‬الحلول‭ ‬بنزول‭ ‬الوزير‭ ‬وطاقمه‭ ‬لتفقد‭ ‬المناطق‭ ‬المنكوبة‭!‬”‭.‬