ريشة في الهواء

أين تكمن راحة البال؟

| أحمد جمعة

بانتظار‭ ‬اكتمال‭ ‬مشروع‭ ‬سعادة‭ ‬بساحل‭ ‬المحرق‭ ‬حتى‭ ‬تكتمل‭ ‬واجهة‭ ‬المحرق‭ ‬المشرقة‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬دوحة‭ ‬عراد‭ ‬مروراً‭ ‬بمنتزه‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬لتكتمل‭ ‬صورة‭ ‬المرافق‭ ‬التي‭ ‬وفرت‭ ‬للمواطن‭ ‬متنفساً،‭ ‬وفتحت‭ ‬أفقاً‭ ‬للهروب‭ ‬من‭ ‬ضغوطات‭ ‬الحياة‭ ‬باللجوء‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الواجهات‭ ‬الرحبة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬مبادراته‭ ‬السباقة‭ ‬بفتح‭ ‬هذه‭ ‬المرافق‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬توسيع‭ ‬مساحة‭ ‬التنفس‭ ‬أمام‭ ‬المواطن‭ ‬وإدخال‭ ‬السعادة‭ ‬بنفوس‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬بحاجة‭ ‬للسعادة‭ ‬التي‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهي‭ ‬موجودة‭ ‬بالقرب‭ ‬منه،‭ ‬لكنه‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬الجبال‭ ‬وعبر‭ ‬المحيطات‭ ‬والغابات‭ ‬وزيارة‭ ‬الأطباء‭ ‬وتناول‭ ‬الأدوية‭ ‬والسعي‭ ‬لامتلاك‭ ‬الأموال‭ ‬والصراع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوظائف‭ ‬والمراكز‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭ ‬الطويلة‭ ‬يمكن‭ ‬للإنسان‭ ‬أن‭ ‬يوفرها‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يحقق‭ ‬كل‭ ‬المتطلبات‭ ‬والاحتياجات‭ ‬والنجاحات‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬البساطة‭ ‬والعفوية‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬الطويل‭ ‬لو‭ ‬أحسن‭ ‬اختيار‭ ‬الوقت‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والمناسبات‭ ‬وطوع‭ ‬الظروف‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يسيء‭ ‬إلى‭ ‬الآخرين‭ ‬أو‭ ‬يقفز‭ ‬عليهم‭ ‬أو‭ ‬يدخل‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬مشاحنات‭ ‬عقيمة‭.‬

السعادة‭ ‬تكمن‭ ‬بهذه‭ ‬الأمكنة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يخسر‭ ‬الإنسان‭ ‬سمعته‭ ‬وطهارته‭ ‬وشرفه‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬يلطخ‭ ‬يده‭ ‬بأي‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬السوية،‭ ‬ففي‭ ‬عالم‭ ‬يختلط‭ ‬فيه‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬كذب‭ ‬ونفاق‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬لف‭ ‬ودوران‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬راحة‭ ‬البال‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬المناكفات‭ ‬والتنمر‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الاستفزاز‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬البعض‭ ‬ويشقى‭ ‬خلالها‭ ‬ثم‭ ‬يشتكي‭ ‬من‭ ‬تعاسة‭ ‬يومه‭.‬

السعادة‭ ‬في‭ ‬الصدق‭ ‬والبساطة‭ ‬والعفوية‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬الأمراض‭ ‬والمعاناة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬طائل‭ ‬منها‭ ‬بسبب‭ ‬الحسد‭ ‬والغيرة‭ ‬والصراع‭ ‬على‭ ‬المراكز‭ ‬والنفوذ،‭ ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬اكتشف‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الجميل‭ ‬مبكرا‭ ‬لوفر‭ ‬عليه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬وحافظ‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬مع‭ ‬مسحة‭ ‬من‭ ‬السعادة‭ ‬التي‭ ‬قضى‭ ‬دهرا‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عنها‭ ‬بالوسائل‭ ‬المخادعة‭.‬

من‭ ‬منا‭ ‬لم‭ ‬يدركه‭ ‬مرض‭ ‬أو‭ ‬تعاسة‭ ‬أو‭ ‬ضجر‭ ‬أو‭ ‬وحدة‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬ومن‭ ‬الناس‭ ‬حوله؟‭ ‬ومن‭ ‬منا‭ ‬لم‭ ‬يتعرض‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الإشكالات‭ ‬والتدخلات‭ ‬وسخافة‭ ‬الآخرين؟‭ ‬لكن‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬البساطة‭ ‬والعفوية‭ ‬وتجاهل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يسيء‭ ‬سوف‭ ‬يجتاز‭ ‬المرء‭ ‬كل‭ ‬العقبات‭ ‬مهما‭ ‬كانت،‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬من‭ ‬يستخدم‭ ‬العقل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬والعواطف‭ ‬المتسرعة‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬تصرفاتنا‭. ‬السعادة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬أفكارك،‭ ‬ومن‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تسعدك‭ ‬أو‭ ‬تتعسك‭.‬

 

تنويرة

 ‬لو‭ ‬اختلفت‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬واتفقت‭ ‬مع‭ ‬نفسك‭ ‬فأنت‭ ‬الرابح‭.‬