سوالف

الطابور‭ ‬الخامس‭... ‬وجوه‭ ‬النفاق‭ ‬والتواطؤ

| أسامة الماجد

الدول‭ ‬العربية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬مؤلمة‭ ‬ذات‭ ‬فعالية‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬دعاة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الفكري‭ ‬وأصحاب‭ ‬النفاق‭ ‬والتواطؤ‭ ‬مع‭ ‬أعداء‭ ‬الأمة،‭ ‬ولكي‭ ‬لا‭ ‬يسبقنا‭ ‬الوقت‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬فورا‭ ‬بتلك‭ ‬العملية،‭ ‬ومن‭ ‬الواجب‭ ‬تعبئة‭ ‬القوى‭ ‬سياسيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬لتحصين‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬من‭ ‬–‭ ‬الطابور‭ ‬الخامس‭- ‬الذي‭ ‬يحاول‭ ‬النفاذ‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬الصفوف‭ ‬لخلق‭ ‬البلبلة‭ ‬وشق‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭ ‬وإثارة‭ ‬الفتن‭ ‬الطائفية،‭ ‬فمنذ‭ ‬بزوغ‭ ‬ليل‭ ‬الخراب‭ ‬العربي‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬والطابور‭ ‬الخامس‭ ‬يغطي‭ ‬فمه‭ ‬ويضحك‭ ‬مستمتعا‭ ‬بآثار‭ ‬الدمار‭ ‬والخراب‭ ‬ويعمل‭ ‬في‭ ‬الخفاء‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬كل‭ ‬الصيغ‭ ‬المطروحة‭ ‬لإلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بمجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬وتعبئة‭ ‬الطاقات‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬سخروا‭ ‬عقولهم‭ ‬الملفوفة‭ ‬بورق‭ ‬الخيانة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البحث‭ ‬وتسخير‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬لنجاح‭ ‬مخططات‭ ‬العملاء،‭ ‬فهم‭ ‬كانوا‭ ‬أبطال‭ ‬الصراخ‭ ‬والضجيج‭ ‬والدعاوى‭ ‬الإعلامية‭ ‬الفارغة‭ ‬الكاذبة‭ ‬والتصريحات‭ ‬المنمقة‭  ‬وحليفا‭ ‬وظهيرا‭ ‬للعدوان‭ ‬الخارجي‭.‬

إن‭ ‬كل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬ابتلى‭ ‬بهذا‭ ‬الطابور‭ ‬الخامس‭ (‬إخوان‭ ‬مسلمين،‭ ‬دواعش،‭ ‬عملاء‭ ‬إيران‭ ‬بشتى‭ ‬أصنافهم‭ ‬وتشكيلاتهم،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الرجعية‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬جدا‭ ‬معرفة‭ ‬مواقف‭ ‬هؤلاء‭ ‬النهائية‭ ‬وطبيعة‭ ‬ممارساتهم‭ ‬وحتى‭ ‬أسلوبهم،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬الإرهابية‭ ‬ولا‭ ‬يقبل‭ ‬الحياة‭ ‬نفسها‭ ‬إلا‭ ‬داخل‭ ‬التنظيم‭ ‬وتجده‭ ‬يدافع‭ ‬عنهم‭ ‬بشراسة‭ ‬وكأنه‭ ‬يضع‭ ‬عينه‭ ‬على‭ ‬دروب‭ ‬الأمل،‭ ‬فهو‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬موقعه‭ ‬ومنصبه‭ ‬ومهنته‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تفوح‭ ‬منه‭ ‬رائحة‭ ‬“الإخوان”‭ ‬وأعماقه‭ ‬تهتز‭ ‬بعنف‭ ‬كلما‭ ‬ذكروا،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يطبق‭ ‬أجفانه‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬ملالي‭ ‬طهران‭ ‬الديكتاتوري‭ ‬حبا‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬يجد‭ ‬أي‭ ‬مدخل‭ ‬غير‭ ‬مدخلهم‭ ‬ويحمل‭ ‬كرها‭ ‬وحقدا‭ ‬لا‭ ‬يوصف‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬وفئات‭ ‬أخرى‭ ‬غارقة‭ ‬في‭ ‬جوف‭ ‬مسرح‭ ‬الدواعش‭ ‬النتن‭ ‬المليء‭ ‬بالديدان‭ ‬والقذارة‭.‬

من‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬لابد‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬حذرين‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬المنظم‭ ‬الصيغة‭ ‬التي‭ ‬ستمكنا‭ ‬من‭ ‬كشف‭ ‬أولئك‭ ‬المزيفين‭ ‬وأباطيلهم‭ ‬وفنونهم‭ ‬الشيطانية،‭ ‬فهم‭ ‬قد‭ ‬يلبسون‭ ‬ثوبا‭ ‬غير‭ ‬ثوبهم‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬جوهرهم‭ ‬الزيف‭ ‬والباطل‭. ‬

 

ما‭ ‬أريد‭ ‬قوله‭ ‬هو‭ ‬إن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يواجه‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬اليوم‭ ‬وجوه‭ ‬النفاق‭ ‬والتواطؤ‭ ‬مع‭ ‬أعداء‭ ‬الأمة‭.‬