دور التعليم في تعزيز التنمية الوطنية

| عبدعلي الغسرة

بمناسبة‭ ‬احتفالات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بالذكرى‭ ‬المئوية‭ ‬الأولى‭ ‬للتعليم‭ ‬النظامي،‭ ‬نظمت‭ ‬اللجنة‭ ‬الثقافية‭ ‬بنادي‭ ‬العروبة‭ ‬بالمنامة‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬حول‭ ‬تاريخ‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وأهميته‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬حاضرًا‭ ‬ومستقبلًا،‭ ‬وتحدث‭ ‬المنتدون‭ ‬فيها‭ (‬د‭. ‬علي‭ ‬محمد‭ ‬فخرو،‭ ‬د‭. ‬السيد‭ ‬ناصر‭ ‬الموسوي‭ ‬والأستاذ‭ ‬عبدعلي‭ ‬الغسرة‭) ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مواضيع‭ ‬تتعلق‭ ‬بدور‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬ماضيًا‭ ‬وحاضرًا‭ ‬ومستقبلًا‭.‬

وشكلت‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬مركز‭ ‬إشعاع‭ ‬ثقافي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬فحمل‭ ‬أهلها‭ ‬راية‭ ‬العِلم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬وانتشرت‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬مُدنها‭ ‬وقُراها‭ ‬التي‭ ‬يؤمها‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها‭ ‬لينهلوا‭ ‬من‭ ‬مدارسها‭ ‬المعرفة‭ ‬والثقافة،‭ ‬وبزغ‭ ‬نور‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بفضل‭ ‬النخبة‭ ‬النجيبة‭ ‬من‭ ‬المؤسسين‭ ‬الذين‭ ‬غرسوا‭ ‬النواة‭ ‬الأولى‭ ‬للتعليم‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬والشعراء‭ ‬والوجهاء‭ ‬والتجار‭ ‬والأعيان‭ ‬والشيوخ‭ ‬الذين‭ ‬أجمعوا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬العِلم‭ ‬كركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬للتنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬البلاد‭ ‬وتقدم‭ ‬العباد‭.‬

وإن‭ ‬كان‭ ‬تعليم‭ ‬اليوم‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬الأمس‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أهدافه‭ ‬لم‭ ‬تتغير،‭ ‬ومنها‭ ‬تحقيق‭ ‬نمو‭ ‬اقتصادي‭ ‬مُستدام،‭ ‬فالتعليم‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وتؤكد‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ (‬كل‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬متوسط‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بنسبة‭ ‬37‭ %)‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬يُساهم‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬المجتمعات‭ ‬ويجعل‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬أكثر‭ ‬تحضرًا‭ ‬وتقدمًا،‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬ثقافة‭ ‬الأفراد،‭ ‬ويقول‭ ‬الراحل‭ ‬“نيلسون‭ ‬مانديلا”‭ (‬إن‭ ‬التعليم‭ ‬السلاح‭ ‬الأقوى‭ ‬الذي‭ ‬يُمكنك‭ ‬استخدامه‭ ‬لتغيير‭ ‬العالم،‭ ‬والتعليم‭ ‬المُحرك‭ ‬الأعظم‭ ‬في‭ ‬التنمية‭).‬

وأكد‭ ‬المنتدون‭ ‬أن‭ ‬للتعليم‭ ‬أهمية‭ ‬ودورًا‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬وبناء‭ ‬الأمة،‭ ‬لذا،‭ ‬لابد‭ ‬أولًا‭ ‬أن‭ ‬يَحظى‭ ‬التعليم‭ ‬بنظام‭ ‬تعليمي‭ ‬متطور‭ ‬ومُتجدد،‭ ‬ثانيًا‭ ‬أن‭ ‬يُعطى‭ ‬جميع‭ ‬الطلبة‭ ‬فرصتهم‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬اختيارهم‭ ‬التعليم‭ ‬لأنهم‭ ‬محور‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭ ‬وهدفه‭ ‬الأساسي،‭ ‬ثالثًا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الاختيارات‭ ‬التعليمية‭ ‬ذات‭ ‬مخرجات‭ ‬جديدة‭ ‬ومُتطورة‭ ‬لحاضرنا‭ ‬ومستقبلنا،‭ ‬رابعًا‭: ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬الجيد‭ ‬يتطلب‭ ‬أن‭ ‬تمتلك‭ ‬المدارس‭ ‬والمعاهد‭ ‬والجامعات‭ ‬بنية‭ ‬تعليمية‭ ‬وتربوية‭ ‬وإدارية‭ ‬جيدة،‭ ‬تتشارك‭ ‬في‭ ‬وضعها‭ ‬المدارس‭ ‬والمعاهد‭ ‬والجامعات‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع،‭ ‬والعمل‭ ‬معًا‭ ‬كفريق‭ ‬تعليمي‭ ‬تربوي‭ ‬واحد‭.‬

إن‭ ‬مستقبل‭ ‬أية‭ ‬أمة‭ ‬يَكمِن‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬الذي‭ ‬ينعكس‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نجاح‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬تعليمهم،‭ ‬فطلبة‭ ‬اليوم‭ ‬قادة‭ ‬الغد،‭ ‬فالشعب‭ ‬المُتعلم‭ ‬يَخلق‭ ‬أمةً‭ ‬متعلمة‭ ‬أكثر‭ ‬تقدمًا‭ ‬وانفتاحًا‭.‬