سوالف

لا مكان للخارجين عن الإجماع الوطني في البيت البحريني

| أسامة الماجد

أكد‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ (‬أن‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬التي‭ ‬كفلها‭ ‬دستور‭ ‬المملكة‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬المساس‭ ‬بسيادة‭ ‬واستقلال‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬الدستورية‭ ‬أو‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬ومكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬عبر‭ ‬إثارة‭ ‬الفتنة‭ ‬والإضرار‭ ‬بالسلم‭ ‬الأهلي،‭ ‬مشددا‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬حصانة‭ ‬لأحد‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭).‬

من‭ ‬الضروري‭ ‬رسم‭ ‬خط‭ ‬دقيق‭ ‬لموضع‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وفي‭ ‬الميدان‭ ‬الإعلامي‭ ‬بصورة‭ ‬عامة،‭ ‬وأول‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬المسؤولية‭ ‬والالتزام‭ ‬واتباع‭ ‬الضوابط‭ ‬والمصداقية‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الثقافة‭ ‬المنحطة‭ ‬غير‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬الآفاق‭ ‬وإضاءة‭ ‬الواقع‭ ‬الإنساني،‭ ‬فالصوت‭ ‬الكاذب‭ ‬المنبثق‭ ‬من‭ ‬فوهات‭ ‬بنادق‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬يعيق‭ ‬حركة‭ ‬تطور‭ ‬المجتمع‭ ‬ويتسبب‭ ‬في‭ ‬إثارة‭ ‬الفتنة‭ ‬وتهديد‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي،‭ ‬وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬تنتشر‭ ‬الشائعات‭ ‬ذات‭ ‬الآثار‭ ‬العكسية‭ ‬الخطيرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬كالنار‭ ‬في‭ ‬الهشيم‭ ‬وتكون‭ ‬مثل‭ ‬كرة‭ ‬الثلج‭ ‬المتضخمة‭. ‬

إن‭ ‬الذي‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬التصرف‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسؤول‭ ‬وبلا‭ ‬كوابح‭ ‬ورقابة‭ ‬ذاتية‭ ‬ويتمادى‭ ‬في‭ ‬التضليل‭ ‬والأكاذيب‭ ‬يكون‭ ‬كمن‭ ‬يقاتل‭ ‬بشدة‭ ‬ضد‭ ‬مجتمعه‭ ‬ويخوض‭ ‬حروبا‭ ‬دفاعية‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬الأعداء‭ ‬المتربصين‭ ‬بالوطن،‭ ‬متوهما‭ ‬بإغراءات‭ ‬البطولة‭ ‬الزائفة،‭ ‬فالقضية‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬لفظ‭ ‬جملة‭ ‬أو‭ ‬بروز‭ ‬اسم،‭ ‬إنما‭ ‬تحريض‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬ومنجزاتها‭ ‬والتشكيك‭ ‬في‭ ‬قدراتها‭ ‬وقوانينها‭ ‬وأنظمتها،‭ ‬وهذا‭ ‬ليست‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬أبدا‭ ‬بحرية‭ ‬الفكر‭ ‬بل‭ ‬يمثل‭ ‬ضربا‭ ‬من‭ ‬ضروب‭ ‬الدعايات‭ ‬المغرضة‭ ‬المعادية‭ ‬للوطن‭ ‬والسلم‭ ‬الأهلي‭ ‬والتزييف‭ ‬الرخيص‭ ‬وزرع‭ ‬التقاليد‭ ‬الفكرية‭ ‬المعادية‭ ‬والمناورات‭ ‬الخبيثة‭ ‬والتحريف،‭ ‬وهذه‭ ‬التصرفات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬القبول‭ ‬بها‭ ‬لأنها‭ ‬تحمل‭ ‬ملامح‭ ‬إساءة‭ ‬واضحة‭ ‬وتدعم‭ ‬الاتجاهات‭ ‬المعادية‭ ‬وتقدم‭ ‬خدمات‭ ‬للأعداء‭.‬

كل‭ ‬مواطن‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حريص‭ ‬بوعيه‭ ‬وإخلاصه‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الوطن‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يحيط‭ ‬بنا‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬وتفاعلات‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬للخارجين‭ ‬عن‭ ‬الإجماع‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬البحريني‭ ‬الواحد‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تنبت‭ ‬جدرانه‭ ‬المحبة‭ ‬والألفة‭ ‬والأخوة‭.‬